“لوحدي… بدون أيّ شخص، إلّا من يجب أن يتواجد هناك… سأدخل لوحدي وأصلّي بصمت بدون إلقاء أيّ كلمة… وليمنحني الله نعمة البكاء! من المؤكّد أنّ الصحافيين سيتواجدون في موقع الرعب ذاك، لكن لا أرغب في أن أسلّم على أحد”: هكذا يريد البابا فرنسيس زيارته إلى مخيّم أوشفيتز بيركينو في 29 تموز المقبل، خلال رحلته إلى بولندا لأجل نشاطات يوم الشبيبة العالمي.
لكن بحسب ما كتبته أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت، كان من المقرّر أن يدلي البابا بكلمة من هناك، كما فعل سلفاه بندكتس ويوحنا بولس الثاني. إلّا أنّ الحبر الأعظم أراد أن يغيّر البرنامج، وقد عبّر عن رغبته تلك على متن الطائرة التي أعادته من أرمينيا إلى روما، بعد أن زار موقع الإبادة الأرمنية وصلّى مغمضاً عينيه.
من ناحيته، أكّد الأب فيديريكو لومباردي على هذا التغيير، إذ أنّ البابا كان قد استذكر خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده على متن الطائرة المذكورة، زيارته لمقبرة الحرب العالمية الأولى في ريديبوليا شمال إيطاليا سنة 2014، قائلاً إنّه التزم الصمت أيضاً وتكلّم فقط خلال عظته التي ألقاها في القداس. وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ الأب الأقدس التزم الصمت أيضاً عندما توجّه إلى موقع يادفاشيم في القدس (خلال زيارته إسرائيل حيث الوثائق التي تفيد عن موت 6 ملايين يهودي على يد النازيين)، فوضع الأزهار وصلّى جامعاً يديه، ثمّ دوّن في الكتاب الذهبي “أبداً بعد الآن”.