العمل على تنشئة ملائمة، جوهرية الصلاة وكلمة الله بالأخص في الكتاب المقدس؛ معايير خاصة لاستقلالية الجماعات التأملية وانتماء الأديار إلى اتحاد معيّن… هذه كانت النقاط الرئيسة التي تحدّث عنها البابا فرنسيس اليوم في الدستور الرسولي الجديد الذي أصدره اليوم حول الحياة التأملية النسائية.
في مقدّمة الدستور الرسولي “Vultum Dei Quarere” (البحث عن وجه الله) فسّر البابا الدافع الكامن وراء هذه الوثيقة مشيرًا إلى مسيرة الكنيسة و”تقدّمها السريع في تاريخ البشرية” في السنوات الخمسين منذ انعقاد المجمع الفاتيكاني الثاني. انطلاقًا من هذه النقطة، أوضح البابا أهمية “حياكة الحوار” في المجتمع التأملي مع الحفاظ على “القيم الأساسية” للحياة التأملية مثل الصمت والإصغاء بانتباه والدعوة إلى حياة داخلية، أي الاستقرار. من خلال هذه القيم، قال البابا بإنّ الحياة التأملية “يجب أن تتحدّى العقلية المعاصرة”.
تمّ عرض هذه الوثيقة مع مناقشة واسعة حول أهمية وجود الراهبات والحياة التأملية في الكنيسة وفي العالم. ثمّ توجّه البابا إلى الراهبات يسألهنّ: “من دونكنّ ماذا كان سيحصل للكنيسة أو لأولئك الذين يعيشون على هامش الحياة ويخدمن في بؤر التبشير بالإنجيل؟ إنّ الكنيسة تقدّر حياتكنّ كثيرًا ببذل ذواتكنّ وهي تعتمد على صلواتكنّ وعلى تضحياتكنّ من أجل إيصال رجال ونساء اليوم إلى البشرى السارة التي يتحدّث عنها الإنجيل. الكنيسة بحاجة إليكنّ!”
تمحور الجزء الأكبر من الوثيقة على اثني عشر موضوعًا يدعو إلى التمييز والأسس المجدَّدة ومن بينها، دعا البابا فرنسيس إلى تخصيص انتباه خاص إلى الحاجة للتنشئة الملائمة والصلاة والتركيز على كلمة الله. واختُتمت الوثيقة الجديدة بسلسلة مؤلّفة من 14 مادة تحدد أفكار البابا من الناحية القانونية لا سيما في ما يتعلّق بالتنشئة وتمييز الدعوات، ممارسة السلطة في الجماعات؛ استقلالية الجماعات وعلاقتها ببعضها البعض. وأما المادة الأخيرة فنصّت على أن يكون مجمع معاهد الحياة المكرّسة مسؤولاً عن إصدار قوانين جديدة تتعلّق بمؤشرات الدستور الرسولي.