ACN Photo

راهب من سوريا: "لا يمكننا أن نبقى مكتوفي الأيدي أمام الشرّ"

“من يحكم على حلب يحكم على سوريا كلّها”

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

يوجد مثل شائع في سوريا: “من يحكم على حلب يحكم على سوريا كلّها” بالطبع إنّ من يحكم على المدينة الثانية الأكبر في سوريا يسيطر على “مركز البلاد من حدوها من الشرق إلى الغرب” هذا ما قاله راهب فرنسيسي وأورد الخبر موقع وكالة زينيت القسم الإنكليزي. إنه الأب الفرنسيسي ابراهيم الصباغ الذي أخبر وكالة عون الكنيسة المتالّمة بأنّ هذا ليس بالأمر المفاجىء بما أنّ البلاد بدأت بحربها الأهلية منذ خمسة أعوام.

في الأيام الأخيرة، قامت صراعات بين المجموعات الإرهابية والجيش السوري. لقد تمّ استهداف الدير الفرنسيسكاني ومناطق أخرى من الجزء الغربي في مدينة حلب التي كانت لا تزال تحت سيطرة النظام ويسكن فيها المسيحيون. وقال الأب الصباغ: “سقط أكثر من 250 قذيفة على القسم الغربي من مدينة حلب” في يوم واحد منذ أسبوع مضيفًا بأنّ الوضع الحالي “لا يمكن تحمّله”.

وقال الكاهن بإنّ حلب تختبر “أسوأ لحظات تاريخها” وبإنه يسمع العديد من الصلوات وصرخات اليأس “يصلّي الناس ليلاً نهارًا”. استطاع الجيش السوري أن يسيطر على ممر كاستيلو في القسم الشمالي من حلب وهو يعتبر قناة لتزويد الإرهابيين بالأسلحة. إنّ المجموعات الإرهابية التي تسيطر على القسم الشرقي من المدينة تستعدّ لحصار سيدوم لأشهر. وبذلك، تحققت مخاوف المسيحيين بحسب الكاهن الذي قال: “هذا يعني بإننا لا نملك أي فرصة للعيش. يظنّ البعض أنه من الأفضل لهم أن يموتوا من أن يعيشوا هذه الحالة”.

بحسب الراهب الفرنسيسي، “إنّ ثلثي المسيحيين غادروا المدينة أو حتى أكثر”. كانت حلب موطنًا لواحدة من أكبر الطوائف المسيحية مع ما يقارب 150 ألف مؤمن قبل الصراع. أن يعيش المسيحيون في جزء من مدينة تحكمها الحكومة فعلى الأقل لديهم الحقّ في أن يعيشوا وأن يؤمنوا وهذا أمر لا يمكن تصوّره في مناطق يحكمها المتمرّدون.

وأشار إلى أنّ رجال الدين السوريين رجوا بلاد الغرب حتى “يغلق حدوده التي من خلالها تمرّ الأسلحة والمأكل والمحاربين” المتوجّهين إلى سوريا. يعتقد الكاهن أنّ تركيا هي القناة الأهمّ التي من خلالها تمرّ الإمدادات إلى المتمرّدين وهو يخشى أن يكون الحلّ الديبلوماسي من أجل هذا الصراع المعقد مستحيلاً.

“لا يمكننا أن نبقى مكتوفي الأيدي أمام الشرّ. إنّ إجابتنا الواضحة تكمن بالصبر والعمل الإيجابي. لهذا نحن نساعد قدر المستطاع من خلال زيارة المرضى والصلاة على نية المؤمنين”. هذا ويقوم الرهبان الفرنسيسكان بالإضافة إلى كل ذلك، بتأمين الأكل وتغطية تكاليف الكهرباء والرعاية الطبية وتسديد تكاليف الإيجارات والأقساط المدرسية.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير