بهية مارديني / لندن: أكد جميل ديار بكرلي ، مدير المرصد الاشوري لحقوق الانسان، أن حماية المسيحيين وحماية وجودهم في الشرق واجب على شركائهم في الوطن “المسلمين قبل غيرهم، وخصوصاً وأن خروج المسيحيين من المنطقة ستكون له آثار سلبية على النسيج الوطني السوري“.
وقال في تصريح لـ”إيلاف” إن ما يحصل اليوم “من تعديات سافرة على المسيحيين لم يعد يسكت عنها، وأن من يتآمر على وجودنا في المنطقة لم يترك لنا شيئًا من المقدسات إلا ودنسها، فمطارنة وكهنة يخطفون ويقتلون، كنائس وأديرة ومقابر ومنازل تدمر وتنتهك حرمتها، مواطنون يختطفون ويسبون ويقتلون ويعتقلون، والآلاف من العائلات تهجر قسراً“.
وأشار دياربكرلي إلى “أن المسيحي في الشرق اليوم أمام خيارين أحلاهما مرّ، إما الموت على مذابح الصراعات الإقليمية والطائفية في المنطقة، والتي لا ناقة لهم فيها ولا جمل، أو الموت والغرق في البحار سعياً لحياة آمنة لهم ومستقبل أفضل لاطفالهم في دول الغرب، التي صمت آذانها وعيونها وحدودها عن جرائم الإبادة التي يتعرض لها المسيحيين “.
وحول من هو الفاعل وهويته، قال “هو من يريد أن يخلي المسيحيين من المنطقة، وبالتالي الاستيلاء على اراضيهم وممتلكاتهم، ولكن لا توجد جهة محددة حتى الآن، لأنه في هذه الايام لم نعد نعرف من هو صديق المسيحيين ومن هو عدوهم“.
تخاذل دولي وغدر محلي
وأضاف بكل أسى “لم نعد نستغرب أي اعتداء على المسيحيين وعلى كنائسهم وعلى ممتلكاتهم في الشرق الأوسط، كونهم أصبحوا لقمة سائغة في ظل الصراع المذهبي الدائر في الشرق الأوسط، ومع الاسف تزداد شكوكنا بعد كل حادثة بعدمية الوجود المسيحي في المنطقة، وسط كلّ هذا التخاذل الدولي والغدر المحلي“.
ولفت ديار بكرلي إلى أنّ “الحادثة التي تعرضت لها الكنيسة في قرية الوطوطية ليست إلأ حلقة من مسلسل استعمال المسيحيين كمكسر عصا في المنطقة بغية ترهيبهم، وبالتالي تهجيرهم من المنطقة“.
وعبّر عن أسفه لأن “من يتورط في هذه الأعمال الإرهابية بحق المسيحيين في الشرق هو ليس مجرماً بحق المسيحيين فحسب، بل بحق البلدان والمجتمعات الشرق أوسطية، وذلك عندما يسعون الى ترهيب المسيحيين واقتلاعهم من جذورهم كون المسيحيين ضرورة أكيدة لتوازن واشعاع الشرق“.
وأعلن مراقبو المرصد الآشوري لحقوق الإنسان في مدينة القامشلي السورية عن قيام مجهولين بالإعتداء على كنيسة القديس مار شربل للسريان الأرثوذكس في قرية الوطوطية السورية، التي تبعد مسافة 13 كم عن مدينة القامشلي شمال شرق سوريا، وذلك منتصف يوم الأحد 17 يوليو2016.
وأوضحوا أن الاعتداء على الكنيسة تمّ بقنابل المولوتوف التي أدت إلى حرق اجزاء من الكنيسة، بالإضافة إلى الأيقونات والآثاث. كما قام المعتدون بسرقة صناديق التبرعات الموجودة في الكنيسة.