بعد مضي ثمانية أيام على اعتداء نيس المروّع، أصيبت ألمانيا بدورها أيضًا بالعنف. قُتل تسعة أشخاص وجُرح 21 آخرين في حادثة إطلاق نار ليلة الجمعة في مركز التسوّق في ميونيخ بافاريا. هذا الاعتداء الذي اقترفه شاب ألماني من أصل عراقي يائس وهو لا يرتبط بأي شكل من أشكال بالدائرة الجهادية ومع ذلك سبّب الذعر في أبرشية ميونيخ وفريسينغ.
إبّان هذه الحادثة، عبّر الكاردينال رينهارد ماركس رئيس أساقفة أبرشية ولاية بافاريا ورئيس مجلس الأساقفة الألمان وقال: “صُدمتُ بهذا العمل المروّع” وطلب الصلاة على نية الضحايا وأقربائهم. وفي إشارة إلى الهجمات الأخيرة، ركّز الكاردينال الألماني بأنه “تقريبًا نحن نشهد كل يوم موجة العنف والحقد اللذين لا ينتهيان. في الكثير من الأماكن، يتصاعد العنف من مناخنا الاجتماعي من خلال الخوف والرعب إنما بات مهمًا أن نحدّد الإجابة من خلال بوادر الأمل والسلام والتناغم”.
وفي حديث إلى الوكالة الإيطالية أنسا ANSA، أكّد المونسنيور جورج غانسوين عميد القصر البابوي وأمين سرّ بندكتس السادس عشر بأنّ البابا بندكتس السادس عشر قد علم بالأمر وهو من كان رئيس أساقفة ميونيخ من عام 1977 حتى 1982 وهو يصلّي على نية “الضحايا البريئين” ويعبّر عن قربه من عائلاتهم.
الكنائس بخدمة سكّان ميونيخ
ترأّس الكاردينال ماركس قدّاسًا على نية المتوفين مساء الأحد في كاتدرائية الأبرشية وهذا وسيجتمع كل المتطوعين في مركز “السامري الصالح” للصلاة في مقرّ أبرشية سان مارتن في حي موزاك حيث وقعت الحادثة. وقد قامت أبرشية ميونيخ باستقبال العديد من الأشخاص الذين أمضوا ليلتهم في كنائس المدينة بالأخص في الكاتدرائية وكنيسة القديس ميخائيل التي يُعنى بها اليسوعيون.
صادف في 23 تموز 2016 ذكرى مأساة أخرى هزّت أوروبا منذ خمسة أعوام في النرويج حين قتل أندرس بريفيك 84 شخصًا في هجوم مزدوج في أوسلو وعلى جزيرة أوتويا. وبحسب ما أفادت الشرطة الألمانية، أراد الشاب المضطرب عقليًا في ميونيخ أن “يربط” إعتداءه باعتداء القاتل النروجي.
هذا وقد بعث البابا فرنسيس برقية تعزية لضحايا الهجوم الذي حصل في 22 تموز في ميونيخ ووجّهه إلى الكاردينال رينهارد ماركس بواسطة الكاردينال بيترو بارولين أمين سر حاضرة الفاتيكان. وجاء في البرقية: “علم البابا فرنسيس بألف شديد نبأ العمل الإرهابي الذي حصل في ميونيخ حيث فيه لاقى الكثير من الأشخاص حتفهم وهو يشارك ألم الناجين ويعبّر عن قربه من كل من يعانون”. هذا وشكر كل فرق الإنقاذ وقوّات الأمن على التزامهم السخي.
سأل البابا يسوع المسيح ربّ الحياة أن “يمنح العزاء والراحة” وكان قد كتب على حساب إنستغرام بأنه يتعاطف مع ضحايا الهجمات التي تبدو وأنّها على تزايد في العالم قائلاً: “أنا أصلّي على نية كل ضحايا الإرهاب في العالم أجمع. يجب أن نوقف هذه الأعمال وأناشد المرتكبين بأنّ الطريق مسدود لتلك الأعمال”.