ردًا على مقتل الأب جاك هاميل على يد تنظيم الدولة الإسلامية، عيّن أساقفة فرنسا يوم الجمعة 29 تموز موعدًا للصوم بعد أن أعلن ذلك أمين سر مجلس الأساقفة الفرنسيين المونسنيور أوليفر ريبادو دوماس يوم أمس الثلاثاء 26 تموز بحسب ما ذكر موقع الأنباء الكاثوليكية.
وقال للصحافيين المجتمعين في كراكوف لمناسبة انعقاد الأيام العالمية للشبيبة: “ما حصل في فرنسا جرى أيضًا في بلدان أخرى في وقت سابق وحاليًا نحن نرى المسيحيين يرتدون أكثر إلى الإيمان. إنهم يموتون نتيجة الحقد وهذه دعوة وتحفيز لعيش حياة الأخوّة التي نحن مدعوون إليها”.
وكان في وقت سابق من النهار أن اقتحم مسلّحان كنيسة في سانت إتيان دو روفراي في منطقة النورماندي وألقيا القبض على الكاهن الذي كان يحتفل بالذبيحة الإلهية ومعه أربعة آخرين. وبحسب ما أفادت الشرطة بأنّ الكاهن الذي كان يبلغ 86 عامًا قد ذُبح على أيدي المسلّحين اللذين ألقي القبض عليهما فيما بعد. تبنّى تنظيم الدولة الإسلامية هذه الحادثة وتمّ العرّف على واحد من القاتلين بأنه كان تحت الإقامة الجبرية وكان يحاول الفرار إلى سوريا. تأتي هذه الحادثة الأخيرة في هذا الأسبوع بعد سلسلة من الاعتداءات ضربت أوروبا بمختلف بلدانها.
شدّد المونسنيور دوماس بعد أن قال بإنّ القاتلين هما إرهابيين على أن لا يستسلم المسيحيون لقوى الشرّ والعنف وسط هذه الصدمة والحزن اللذين يلفّان الأجواء. وقال: “إنّ الكاهن هو رمز السلام والأخوّة وكان كاهنًا عجوزًا يخدم لأكثر من 50 عامًا على مذابح الرب في فرنسا لذا فنحن جد حزانى اليوم ونشعر بالصدمة الكبيرة إنما يملك فينا شعور قوي. نريد أن نحافظ على الحوار وأن نطوّره بين مختلف الشعوب في بلادنا. نحن بحاجة إلى السلام والأخوّة وأن نبني مجتمعًا حيث يعيش شعبنا الحبّ وسنستمرّ في هذا السبيل. الكنيسة الكاثوليكية في فرنسا ترغب ذلك”.
إنّ الأيام العالمية للشبيبة التي بدأت رسميًا يوم أمس تقدّم لنا فرصة مميّزة للتأمل وأضاف: “علينا أن نرى الأفق، أفق السلام والفرح والأخوّة والصلاة. نحن متجذّرون في إيماننا وفي المسيح ونؤمن أنّ العنف والشرّ لن يتغلّبا علينا”.
وبحسب المونسنيور دوماس، إنّ الفريق الفرنسي الموجود في الأيام العالمية للشبيبة قد تلقّى هذا الخبر بحزن شديد فحوالى 300 شاب ينتمون إلى أبرشية روين من أصل 3 آلاف حاج فرنسي يجتمعون حاليًا في بولندا. يؤمن الكاهن الفرنسي بأنّ على الأيام العالمية للشبيبة أن تتقدّم أكثر “بقوّة أكبر”. هذا وشدد على أهمية الأخوّة والأمل في المستقبل و”رغبة إنشاء عالم حيث لا مكان للحقد والعنف فيه”. وقال بإنّ الحجاج الشبيبة “يريدون أن يعيشوا ذلك هنا وهو يقول هذا الأمر لكل الشعب الفرنسي” معبّراً عن ثقته بجهود السلطات البولندية التي تسعى إلى ضمان الأمن في الأيام العالمية للشبيبة.
هذا وأشار المونسنيور إلى أنّ العديد من الناس يلقون حتفهم في أجواء كثيرة من العالم بمجرّد أنهم مسيحيون أو لأنهم مسلمون ببساطة. وأوضح: “يوجد الكثير من المسلمين تمامًا مثل المسيحيين يُقتَلون بمجرّد أنهم مسلمون لذا نحن سنصلّي بعض لحظات في القداس على نية السلام وكل من يُقتَلون لأنهم يؤمنون بالله”.