شدد البابا فرنسيس يوم أمس في خلال المقابلة العامة على أهمية التحلّي بالشجاعة للاعتراف بخطايانا وأن نسأل الله الغفران سائرين قدمًا نحو الأمام عوض الانزلاق بمشاعر الخجل والرفض. وقال: “كم من المرات نشعر بأننا مرفوضين في داخلنا بسبب خطايانا” مشيرًا إلى أنّ الله يسألنا في تلك الأثناء أن “نتحلّى بالشجاعة وأن نسير قدمًا ويقول: “بالنسبة إليّ أنتم لستم غرباء فتحلّوا بالشجاعة”.
يدعونا يسوع أبناء وبنات مضيفًا بأنه “زمن نعمة وغفران وانخراط بحياة يسوع وبحياة الكنيسة. إنه زمن الرحمة. عندما نسمع أحدًا يقول لنا أنت “لست غريبًا بعد الآن بل أنا أغفر لك وأعانقك” فهذه رحمة الله بحق” مشيرًا إلى أنه “يجب أن نتحلّى بالشجاعة حتى نتوجّه إليه ونسأله المغفرة على خطايانا وأن نتقدّم نحو الأمام بشجاعة”.
توجّه البابا إلى الحجاج وسط يوم ممطر في ساحة القديس بطرس متابعًا تعليمه حول الرحمة في اليوبيل المخصص لذلك. وتابع من حيث توقّف في المرّة الفائتة بعد أن أرجأ تعليمه الأسبوع الفائت بسبب الزلزال الذي ضرب إيطاليا. تمحور حديثه حول مقطع من القديس متى وفيه امرأة نازفة تلمس هدب ثوب يسوع على رجاء الشفاء.
تحدّث البابا عن المرأة التي كانت تنزف بين الحشود مؤمنة بأنها بمجرّد أن لمست يسوع ستشفى. كانت المرأة مريضة منذ أعوام عديدة وزارت الكثير من الأطباء مسرفة كل مالها على العلاجات المضنية إنما كان الأمر يزداد سوءًا. من هنا، دُعيت بأنها “مدنّسة” و”استُبعدت من ممارسة الطقوس وحُرمت الزواج والعلاقات مع الآخرين. لقد كانت امرأة غريبة عن مجتمعها” لذلك اعتقدت بأنّ يسوع باستطاعته أن يحررها من هذا المرض ومن حال التهميش التي كانت تعاني منها. بكلمة شعرت بأنّ يسوع سيستطيع أن يخلّصها”.
عندما التفت يسوع ليرى من الذي لمسه “أُعجب بإيمانها” فحوّله إلى “خلاص” وتابع البابا ليقول بإنه “عند لقائنا بيسوع يُفتح درب الخلاص والتحرير أمام الجميع رجال ونساء من كل زمان ومكان”. ثم لاحظ البابا كيف أنه نظرًا لحالة الإقصاء التي كانت تعيشها تصرّفت المرأة بهذا العمل بالخفاء من وراء ظهر يسوع حتى لا يراها أحد. ومع ذلك، عوض النظر إلى حالة الرفض التي كانت فيها ومعاتبتها، عاملها يسوع بالرحمة والحنان. يسوع يعلم ما حصل ويبحث عن لقاء شخصي معها وهو ما تبغيه المرأة من كل قلبها”. وهذا يعني أنّ يسوع لم يستقبلها فحسب بل اعتبرها أهلاً لهذا اللقاء لدرجة أنه منحها عمله واهتمامه”. عندما قال للمرأة “تشجّعي يا ابنتي إيمانك خلّصك” عبّر عن رحمة الله الكليّة” لكل الناس الذين كان يقابلهم بالأخص من هم مستبعدين. لم يقم يسوع بإعادة صحتها فحسب بل حقّق كلّ آمالها من خلال نزع يأسها وإدماجها في مجتمعها وتحريرها من التمييز الاجتماعي والديني”.
وختم البابا قائلاً: “إنّ ما أعطاه يسوع هو “الخلاص التام الذي أعاد إدماج حياة المرأة في دائرة محبة الله وفي الوقت نفسه في كرامتها التامة”. وتابع البابا ليقول بإنّ يسوع هو المصدر الوحيد “الذي يقرّب الناس نحو الخلاص”.