“الصلاة من أجل الخليقة أو مع الخليقة؟” هذا كان السؤال الذي طرحه واعظ الدار الرسولية الأب رانييرو كانتالاميسا في صلاة الغروب مساء أمس الخميس مخبرًا الحاضرين بأنّ “الله لم يبرمج الخليقة وكأنها ساعة أم كمبيوتر حيث يُبَرمَج فيها كل خطوة منذ البداية إلاّ بعد التحديثات الدورية”.
شدد الواعظ بأنّ واجب الإنسان الأساسي تجاه الخليقة هو منحها الصوت مضيفًا بأنّ سيادة الإنسان على الكون لا يعني الانتصار على أبناء جنسنا إنما تحمّل مسؤولية الضعفاء والفقراء. هذا وأشار إلى الرسالة البابوية حول البيئة “كن مسبَّحًا” التي تبيّن العلاقة بين الفقراء وهشاشة هذا الكوكب وسأل: “ما الذي يسبّب الضرر الأكبر للطبيعة وفي الوقت نفسه تعاسة عدد كبير من الناس إن لم نقل نهم البعض حتى يزيدوا ممتلكاتهم وأرباحهم بشكل غير متناسب؟”
ثم طرح كانتالاميسا في خلال عظته سؤالاً كان يطرحه الناس منذ أن وقع الزلزال الكبير الذي ضرب إيطاليا الأسبوع الفائت: “أين كان الله في ليل 23 آب؟” فأجاب مشيرًا إلى أنّ المؤمن لا يتردّد بالإجابة عن هذا السؤال بتواضع.
“لقد كان هناك يعاني مع خليقته ويستقبل في أخداره السماوية الضحايا الذين كانوا يطرقون باب السماء”. وبالعودة إلى الموضوع الأساسي، قال الأب كانتالاميسا بإنّ القديس فرنسيس لا يزال لديه شيء يقوله لنا اليوم عن البيئة وهو هذا تحديدًا: “هو لا يصلّي “من أجل الخليقة” للمحافظة عليها بل بالأحرى هو يصلّي “مع” الخليقة أو “بسبب الخليقة”.
وختم ليقول بإنها رسالة “طرحها الأب الأقدس في منشوره عن البيئة وهو يستهلّه بِ”كن مسبّحًا” ويختمه بصلاتين مختلفتين: واحدة “من أجل” الخليقة والأخرى “بالاتحاد” مع الخليقة.