إنّ المنطق الذي يجب أن يلجأ إليه المسيحي هو منطق “بعد الغد”، منطق النظر بثقة تامّة نحو القيامة. هذا ما توقّف البابا فرنسيس عنده خلال عظته الصباحيّة اليوم من دار القدّيسة مارتا. واقتبس مقطعاً من رسالة القديس بولس الأولى لأهل كورنثوس، قائلاً إنّ التفكير في المنطق يجب أن يكون تفكير كلّ مسيحيّ: منطق المسيح القائم من الموت.
وبناء على ما ورد في مقال نشره موقع راديو الفاتيكان بقسمه الفرنسي، قال الأب الأقدس إنّنا عندما نتلو قانون الإيمان “بمرارة”، نتفوّه بالكلمات الأخيرة منه “بسرعة” لأننا نخشى التفكير في المستقبل وفي قيامة الموتى.
ومن أبرز ما قاله الحبر الأعظم جملة “يسهل على كلّ واحد منّا أن يدخل في منطق الماضي لأنّه ملموس، ومن الأسهل أن ندخل في منطق الحاضر لأننا نراه. إلّا أنّنا عندما نلتفت إلى المستقبل، نعتقد أنّه من الأفضل ألّا نفكّر فيه”! وأضاف البابا “ليس سهلاً أن ندخل في منطق المستقبل: فمنطق البارحة سهل، ومنطق اليوم سهل ومنطق الغد سهل بما أننا سنموت جميعاً؛ أمّا منطق بعد الغد… فصعب للغاية. إنّه منطق القيامة. المسيح قام ومن الواضح أنّه لم يقم كشبح، فالشبح ليس لديه لحم ولا عظام”.
الدخول في منطق الجسد صعب
حذّر البابا في عظته من “الغَنوصيّة” (النزعة الفلسفيّة التي تهدف إلى إدراك كنه الأسرار الربّانيّة) عندما نفكّر أنّ كلّ شيء سيكون روحيّاً وأننا نخشى الجسد. “نحن نخشى تقبّل جسد المسيح… لأنّه يصعب علينا الدخول في منطق جسد المسيح: هذا هو منطق “بعد الغد”. سنقوم بجسدنا كما قام المسيح”.
ثمّ ذكّر الأب الأقدس أنّ “الرب جعل نفسه مرئيّاً يمكن لمسه، كما أنّه تناول الطعام مع تلاميذه بعد قيامته. وهذا هو تحديداً منطق بعد غد، الذي يصعب علينا فهمه ودخوله”. وتابع الحبر الأعظم قائلاً إنّ “التحلّي بالحذر لرؤية منطق الغد والمستقبل يشير إلى النضج. يجب أن نكون قد حظينا بنعمة كبيرة من الروح القدس لفهم منطق بعد الغد، بعد التحوّل، عندما سيأتي هو ويأخذنا فوق الغيوم بعد أن نكون قد تحوّلنا، لنبقى معه إلى الأبد”.