خلال اللقاء الذي جمع القادة الدينيين في أسيزي البارحة، ألقى بطريرك القسطنطينية المسكوني برثلماوس الأول كلمة قال فيها إنّ هذا اللقاء الدولي منح الجميع إمكانيّة النظر في عيون بعضهم البعض وتبادل الكلام بصراحة، والاستفادة من الخبرات المتبادلة والصداقة. وبناء على ما ورد على موقع راديو الفاتيكان بقسمه الفرنسي، أشار البطريرك إلى أنّ الحاضرين في أسيزي أعادوا تجديد التزامهم حيال السلام بروح جديدة، عبر الصداقة وفتح سبل جديدة للحوار والتعاون بين ديانات العالم.
وأضاف البطريرك أنّ “السلام يحتاج إلى محاور تدعمه، حتّى عندما يكون بخطر. لا يمكن أن يكون هناك سلام بدون احترام واعتراف متبادلين، ولا وجود للسلام بدون العدالة والتعاون المثمر بين شعوب العالم”.
وعن الأكثريّات التي تظهر والأقليّات التي تتلاشى، قال البطريرك إنّ الأمر يتسبّب بفقدان الحماسة والهجرة ومشاكل التضامن والبشريّة.
أمّا عن العدالة فقال البطريرك إنّها تقترن بالسلام وتعني اقتصاداً عالمياً متجدّداً يراعي حاجات الأفقر، كما يراعي شروط كوكبنا والحماية على الطبيعة ثمرة عمل يدي الرب، أو “البيت المشترك” كما يدعوها البابا فرنسيس. كما وتعني العدالة إمكانية التضامن الذي ليس مساعدة بسيطة فحسب، بل أن نجعل من معاناة الآخر وفرحه معاناتنا وفرحنا.
ثمّ شدّد البطريرك المسكوني على أنّ السلام يولد من المعرفة ومن التعاون المشترك بين جميع الحضارات والديانات. “من الضروري أن تشعر كلّ حضارة في هذه اللحظة التاريخية المحدّدة بالحاجة إلى تفحّص أفكارها وعواطفها، بهدف نقد ذاتها ومعرفة أين ارتكبت الأخطاء”.
وختم البطريرك قائلاً إنّ هذا كلّه سيسمح للحوار بأن يصبح حقيقياً، وإنّ التعسّف لن يحلّ محلّ التعاون، الذي سيعني بدوره كتابة مصيرنا معاً. “يتوجّب علينا الحفاظ على الإنسان وعلى بيتنا المشترك وكلّ ما فيه، لأنّ الله أراد في الخلق ثروة متنوّعة تربطها النوايا نفسها والحبّ الواحد والعيش المشترك”.