كلمة السيّد جاك الكلاسي
توصيّات مؤتمر الإعلام المسيحي – فصحى
سيدة البير – بقنايا
24 أيلول/ سبتمبر 2016
يقول الطوباوي أبونا يعقوب الحداد الكبّوشي”بدّك خبزاتك يطلعوا مناح… اهتّم بالخميرة” والخميرة اليوم هي الإعلام.
وجودنا في هذا الشرق ليس ضمانة لبقاءنا، هذا الوجود كي يبقى فاعلاً ومستمرًا يجب أن يكون مصانًا. وصيانته تكون عبر الإعلام.
من أبرز مهام الإعلام: 1- نقل الحقيقة وقول الحقيقة
2- المحافظة على كرامة الإنسان
3- المحافظة على الإيمان والثبات فيه.
للأسف إعلامنا اليوم أصبحإعلاما سطحيًا،إعلام تشهير وشتّم وكذب، إعلام سخافات وإهانات، كلمات احتقار، إذلال، كلمات موجعةوكلمات اغاظة…
من كتابنا المقدّس “لسانهم سهم قتّال”
هذاإعلاميقتل تدريجيًا وببطء.
إعلام السطحيّة والسخافات التي تقوّي التطرّف عند الطرف الآخر.
المتطرّف اليوم ما حجّته إلا الله.
دور إعلامنا أنّ يجعل الآخر يعرف أنّ الطريق إلى الله تمرّ بأخيه الإنسان.
دورنا اليوممن خلال الإعلام إعادة بناء الإنسان الذي دمّرته الحرب.
دورنا ترسيخ الوجود المسيحي بكل طوائفه في هذا الشرق.
هدفنا “بقاء كلمتنا حرّة”.
على مدى يومين استمعنا للمحاضرين الكرام وسمعنا آراء وتوجيهات وتمنيّات وأسئلة من المحاضرين والمشاركين.
البعض منهم قال: الإعلام ممسوك… والحرية مخنوقة!!
البعض الآخر قال: الإعلام العالمي وراءه هوليوود ومنتجين كبار وميزانيّات ضخمة.
آخرون سألوا: ماذا يجب أن نعمل كي يكون لناإعلام مسيحيّ؟
وآخرون علّقوا بالعبارة التالية: “يا ريت فينا نقولإعلام مسيحي من دون ذكر “مسيحي””.
خلال الجلسات الأولى لهذا النهار سُئل : هل الإعلام المسيحيّ في خطر؟ تحدثنا عن التحدّيات المهنيّة والدينيّة والاقتصاديّة.
الجواب على كل هذه التساؤلات والمخاطر والأفكار التي تقضّ بعض المضاجع: هو إنشاء “إتّحاد إعلام مسيحي في الشرق”.
تجربتنا خلال خمسة وعشرون سنة مع تيلي لوميار تقول: “لا تخافوا”.
مع مال أو من دون مال
مع تهديد أو من دون تهديد
مع خطر أو من دون خطر
مع حروب أو من دون حروب…
اختبرنا أنه نه أنأنهعندما يسوع يريد شيئًا، فلا بدّ أن يتحقق.
في إنجيلنا “السماء والأرض تزولان وحرف واحد من كلامي لا يزول”.
طالما إعلامنايحمل كلمة الله… فلا يمكن أن يزول.
لماذا تأسيس اتّحاد للإعلام المسيحي في الشرق؟
نضيف إلى ما قيل عن فرص ومجالات التعاون:
أولاً،تعزيز التعاون عبر تقارير مشتركة ومبادرات انتاج مشتركة (Co-production).
ثانيًا، تبادل الأخبار التي لهاطابع مشترك.
ثالثًا، توحيد الخطاب الإعلامي في ما يتعلق بالمواقف المسيحيّة الحسّاسة.
رابعًا، تقليص المصاريف من خلال:
- تقديم الدعم والاستشارات اللازمة للقنوات وتطوير وسائلها
- تأمين تخفيضات من موردي المعدّات الإعلاميّة والبثّ الفضائي
- توحيد مركز صيانة هندسة للأجهزة الإذاعيّة والتلفزيونيّة يستفيد منه كل أعضاء الإتّحاد.
خامسًا،الدفاع عن حقوق مؤسساتنا الإعلاميّة، حقوق الإعلاميين في المحافل المحليّة والدوليّة.
سادسًا، التأثير في السياسات العامة الصادرة بما يتلاءم ومصالح الإعلامالمسيحيّ.
سابعًا، إيجاد فضائية خاصّة فيه وموقع متخصص ملك للإتحاد.
وسائل تحقيق الأهداف:
- تأمين مركز دائم
- تشكيل لجان دائمة تبدأ فورًا بعد المؤتمر بوضع النظام التأسيسي
- العمل على إصدار نشرة إخباريّة لإطلاع الأعضاء على مختلف الأخبار التقنية والبرامجية
شروط العضوية:
– أن تكون المؤسسة موجودة فعلاً وتزاول عملها.
– أن تكون المؤسسة الإعلاميّة مسيحيّة الانتماء والتوجّه ولا تتعارض مع أهداف الاتّحاد.
– أن تلتزم المؤسسة بشرعة الإعلام أي المعايير العامّة (كاللياقة والآداب في مضمون برامجها مع الحرص على احترام الآخر والمشاعر الدينيّة)
– أن تمتنع المؤسسة عن بثّ أي تهديد واضح بالتحريض على العنف والكراهية.
الختام
لا نخاف من كلمة إعلام مسيحي
إعلام مسيحي يعني أننا مجتمعون على قيم ومبادئ يسوع المسيح.
الإعلاميون العلمانيون المسيحيون المكرسون الملتزمون بات عددهم أكثر من عدد الإكليروس، ولا ننسى أن الإكليروس أتى من العلمانيين.
ليس هدفنا إعلام عقائديّ، شعبنا ليس بحاجة أنّ ندرّسه اللاهوت الفلسفي، ولا اللاهوت العقائدي عبر الإعلام، وليس هدفنا تحويل المسلم الى مسيحي.
هدفنا أن نعيش الإنجيل،أن نعيش المحبة ونشعّ محبة لكل من حولنا.
الطريق لن تكون سهلة، يجب أن نكون مستعدين لتقبّل كل ألم، كل عنف، كل تحدّي وكل إهانة.
ويحضرني قول لأبونا يعقوب: “مشكلة العالم اليوم بدو يربح السما من دون تعب”، نحن نريد أن نربحها بتعبنا.
يجب أن نكون حاضرين، وأن نجعل هذا التعب وهذا الألم يغليان ويغليان كي يتحوّلان إلى محبةٍ ليرى العالم أنّ عنف المحبة أقوى بكثير من محبة العنف.