Pope Francis during today's Mass in Santa Marta

PHOTO.VA

البابا يتحدّث عن ثلاثة عوائق تجعلنا نقاوم نعمة الله

في خلال عظته الصباحية من دار القديسة مارتا

Share this Entry

شجّع البابا فرنسيس اليوم كلّ المؤمنين على طلب المساعدة من الرب عندما يشعرون بأنهم يقاومون النعمة في أثناء عظته الصباحية من دار القديسة مارتا. وقال: “عسى أن تواجه النعمة التي مُنحتم إياها كل العوائق التي تسبّبها خطايانا” مشيرًا إلى أنّ كل واحد منا له عوائق في قلبه تقاوم نعمة الله.

حذّر البابا بشكل خاص ضد أنواع شتّى من العوائق وأطلق عليهم اسم “العوائق المفتوحة” التي تولد من الإيمان الصحيح مثلما حصل مع شاول عندما كان يقاوم النعمة ومقتنع بأنه “يقوم بمشيئة الله” قبل أن يهتدي إلى المسيحية.

وتابع البابا ليقول: “إنّ العوائق المفتوحة هي صحية بمعنى أنها مفتوحة لنعمة الاهتداء”. وبحسب البابا فرنسيس، إنّ العوائق “الأكثر” خطورة هي تلك المخفية لأنّها لا تظهر نفسها. كل واحد منا، لديه أسلوبه الخاص بمقاومة النعمة إنما علينا أن نعترف بها ونسمح لله بأن يطهّرنا. إنه نوع العوائق الذي كان اسطفانس يتّهم به علماء الشريعة من خلال حجبها عندما يظهرون وكأنهم يبحثون عن مجد الله. إنّ هذا الاتهام كلّف اسطفانس حياته.

وأكّد البابا: “كلّنا لدينا عوائق مخبّأة؛ علينا أن نسأل أنفسنا عن طبيعتها. إنها تظهر دائمًا لتوقف عملية الاهتداء. دائمًا! إنما في هذه الحالات، علينا أن نسمح دائمًا لعمليّة التغيير أن تأخذ مجراها. فكّروا في عملية التغيير التي تحصل في مؤسسة أو عائلة. أنا أسمعكم تقولون: “إنما يوجد عوائق(…) ذاك النوع من العوائق يضعه الشيطان حتى يوقف مسيرة الرب”.

ثم تحدّث البابا عن ثلاثة أنواع من العوائق المخفية: عائق “الكلمات الفارغة” التي تتجسّد بالمثال المطروح في الإنجيل بحسب قراءة اليوم التي تتمحور حول “ليس كل من قال يا رب، يا رب، يدخل ملكوت السماوات”؛ ومن خلال مثال الابنين اللذين طلب منهما والدهما أن يعملا في حقل الكرمة: الأوّل رفض ثم عاد وعمل والآخر قبِل إنما لم يعمل شيئًا.

وقال: “أن نقول نعم، نعم، بطريقة ديبلوماسية وأعني “لا، لا، لا” نقول الكثير من الكلمات، سنغيّر الكثير من الأمور ولا نفعل أي شيء وهذا هو التحوّل الخارجي والظاهري. ثمّ إنّ ما يقوم به الأشخاص الذين يقولون “نعم” لكل شيء وموقفهم هو موقف “لا” القاطعة فهي مقاومة الكلمات الفارغة.

وأشار الأب الأقدس إلى نوع آخر وهو مقاومة الكلمات المبرّرة أي عندما يسعى الإنسان ليبرّر نفسه على الدوام من خلال إيجاد دافع ليعترض ويبرّر: “لقد تصرّفت بهذا الشكل لأنّ الأمور سارت على هذا النحو…” وبالتالي عندما تكثر التبريرات فهذا يدلّ على أنّ المقاومة ليست من الله بل من الشيطان إذ المسيحي لا يحتاج لأن يبرّر نفسه لأنّ كلمة الله قد برّرته. إنّها مقاومة الكلمات التي تسعى إلى تبرير الموقف حتى لا أقوم بما يطلبه مني الرب.

في الختام، تحدّث البابا عن النوع الثالث من العوائق وهو “كلمات الاتهام”: عندما نتّهم الآخرين حتى لا ننظر إلى أنفسنا. في هذه الحالة أيضًا “نقاوم” الاهتداء والنعمة كما هي مجسّدة في مثل الفريسي والعشار. ثم ختم البابا بأنه لا يوجد مقاومات تاريخية عظيمة بل تلك الموجودة يوميًا في قلوبنا. وقال: “إنّ مقاومة النعمة هي علامة جيّدة لأنها تُظهر بأنّ الرب يعمل فينا ويدعونا إلى إسقاط العوائق حتى نسمح للنعمة أن تعمل فينا. حيث يوجد الرب يوجد الصليب، أكان صغيرًا أم كبيرًا وتوجد مقاومة الصليب أيضًا والرب الذي يمنحنا الخلاص باستمرار. إذًا عندما يوجد عوائق علينا أن لا نخاف من أن نسأل الرب المساعدة وأن نعترف بأننا كلّنا خطأة”.

Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير