“الذهاب إلى أعماق خطايانا وإعطاؤها للرب”، تلك هي دعوة البابا فرنسيس التي أطلقها خلال عظته الصباحية والتي ألقاها اليوم من دار القديسة مارتا، بناء على ما كتبته آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.
وقد شجّع الحبر الأعظم المؤمنين على الاعتراف بدون إخفاء فداحة خطاياهم، قائلاً إنّ عمل يسوع لا يقتصر فقط على التغيير من القبح إلى الجمال ومن السيّىء إلى الجيّد، لأنّ يسوع لا يلجأ إلى “التبريج”، بل إنّ عمله يقضي بإجراء تحوّل… “لقد غيّر كلّ شيء من الداخل، غيّره عبر إعادة خلق: كان الله قد خلق العالم ووقع الإنسان في الخطيئة. فأتى يسوع لإعادة خلق العالم وإعادة خلق الإنسان من الخاطىء إلى الصالح، جاعلاً إيّاه جديداً كلياً”.
في السياق عينه، شجّع الأب الأقدس المؤمنين للتحضير لعيد الميلاد بشجاعة، ضمن روح الإيمان الكبير الذي هو ضروري كي يُعيد يسوع خلقنا. “يتعلّق الأمر بالعودة إلى جذور الخطيئة؛ فمن يعترف بكلمتين صغيرتين لا يسمح لله بأن يُعيد خلقه. من البشاعة أن نخفي فداحة خطايانا، فالأمر أشبه بسمّ ثعبان”.
ثمّ شجّع أسقف روما الجميع على إعطاء خطاياهم للرب كي يمحوها، ناصحاً إياهم بالقول: “خطاياي أنا فلان… فعلت هذا وذاك، وأنا أخجل في أعماق قلبي، إلّا أنني أفتح هذا القلب… يا يسوع أعِد خلقي”.
وختم البابا عظته بإخبار الحاضرين نكتة عن قدّيس كان يكفّر عن ذنوبه، فخاطب الرب وسأله: “هل أنت راض يا سيّد؟” “لا” “لكنني قدّمت لك كلّ شيء” “لا، هناك شيء ناقص” “لكن ماذا ينقص يا سيّد؟” “تنقص خطاياك… أعطِني خطاياك”.
هذا ما يطلبه إلينا الرب اليوم: “تشجّع، أعطِني خطاياك وسأجعل منك إنساناً جديداً”.