“على الشبيبة التي مُنحت فرصة الدراسة أن تشعر بالمسؤولية الكبيرة حتى تضع نِعمها في العمل وتحاول أن تخلق عالمًا أخويًا أكثر” هذا ما قاله البابا فرنسيس عندما استقبل المشاركين في المؤتمر الدولي الرابع لراعوية الطلاّب الدوليين يوم الجمعة 2 كانون الأول 2016 من خلال المجلس البابوي لراعوية المهاجرين واللاجئين.
في الواقع، اجتمع الطلاّب من 28 تشرين الثاني حتى 2 كانون الأول في روما وحمل المؤتمر عنوان: “فرح الإنجيل للبابا فرنسيس والتحديات الأخلاقية في العالم الفكري للطلاّب الدوليين نحو مجتمع أكثر سلامة”.
واعترف البابا: “في عالمنا، إنّ التحديات الأخلاقية التي نواجهها هي عديدة جدًا وليس من السهل دائمًا أن نحارب من أجل التأكيد على الحقيقة والقيم بالأخص عندما نكون شبيبة. إنما بعون الله وبالإرادة الصادقة لصنع الخير، يمكن تخطي كل الصعاب”.
وأشار البابا إلى أنّ المفهوم الحالي للمثقفين يقضي بتحقيق الذات والبحث عن الاعتراف الشخصي من دون الاعتراف باقريب في أغلب الأحيان وهذا ما يجب أن نعالجه من خلال العمل على “نموذج أكثر أخويًا” لشخص يعمل “للخير العام والسلام”.
وتابع: “إنّ أولئك الذين مُنحوا نعمة الدراسة يتحلّون بالمسؤولية أيضًا تجاه خدمة خير الإنسانية وعليكم أن تكونوا طلابًا في بلد ليس بلدكم وفي إطار ثقافي آخر يسمح لكم أن تنظروا إلى العالم بمنظار آخر وأن تنفتحوا من دون خوف إلى الآخر الذي هو مختلف عنكم. هذا ما يدفع بالطلاب ومن يستقبلونهم أن يكونوا أكثر تسامحًا وضيافة…. من المهمّ أن تكون الفترة التي تمضونها في الخارج فرصة للإنسان وللنمو الثقافي للطلاب وأن يكون ذلك بالنسبة إليكم نقطة انطلاق لعودتكم إلى بلدكم الأمّ من خلال مساهمتكم الفعّالة ولمستكم الإضافية في نقل فرح الأنباء السارّة”.
هذا ودعا البابا كلّ الأنظمة التعليمية “أن تعلّم الفكر النقدي وأن تقدّم مسارًا نحو النضوج في القيم. بهذه الطريقة، يتمّ تنشئة الشبيبة على التعطّش إلى الحقيقة وليس إلى السلطة، وأن يكونوا مستعدّين للدفاع عن القيم وأن يعيشوا برحمة ومحبة وهي الركيزتان الأساسيتان لمجتمع سليم”.