من لا يعرف حنان الله يجهل العقيدة المسيحية: هذا ما شرحه الأب الأقدس صباح اليوم الثلاثاء، خلال عظته التي ألقاها من دار القديسة مارتا.
وبحسب ما نشره موقع راديو الفاتيكان بقسمه الفرنسي، تطرّق الأب الأقدس في عظته إلى إنجيل النعجة الضائعة، مع فرحة الرب الذي لا ينسى أبداً أن يأتي لإحضارنا. “إنّه يأتي كقاض، لكنّه قاض يداعب بما أنّه مليء بالحنان، وهو يفعل كلّ شيء لإنقاذنا. لا يأتي ليحكم علينا، بل لينقذنا. وهو يحبّ كلّ واحد منّا كما هو، ويدعونا باسمنا”.
يهوذا، صورة النعجة الضائعة
أمّا النعجة الضائعة فلم تضع لأنّ البوصلة لم تكن بحوزتها، بل لأنّ قلبها كان مريضاً، بحيث أنّها عانت من انفصال داخليّ وهربت للابتعاد عن الله، ولإشباع هذا الظلام الداخليّ الذي كان يقودها إلى حياة مزدوجة. وأضاف الحبر الأعظم أنّ أكثر من يجعله يفهم تصرّف الرب حيالها هو تصرّفه مع يهوذا: “النعجة الضائعة في الإنجيل هي يهوذا: رجل لطالما عانى من مرارة في قلبه، رجل غير راض لا يعرف معنى مجانية الحياة، لذا كان يهرب”. كما وأشار أسقف روما إلى وجوب فهم النعاج الضائعة، بما أنّ كلّ واحد منّا لديه نعجة ضائعة في قلبه.
توبة يهوذا
تابع البابا عظته قائلاً إنّ الشيطان يستفيد من المرض الذي في قلب النعجة. فيهوذا الذي عرف ما فعله وندم وعلّق نفسه، يظهر لنا أنّ حبّ الله عمل في روحه لغاية النهاية. هذه هي البشرى التي يزفّها لنا عيد الميلاد، والتي تطلب منّا الابتهاج الذي بدوره يغيّر القلب ويحملنا على إيجاد العزاء في الرب، وليس في الهرب.
قوّة الله تتجلّى في حنانه
عندما وجد يسوع النعجة، لم يشتمها، حتّى ولو آلمته هي. حتّى أنّه في جبل الزيتون، دعا يهوذا “صديق”. تلك هي مداعبات الله: “من لا يعرف مداعبات الله، يجهل العقيدة المسيحية. ومن لا يسمح لله بأن يداعبه يضيع! هذا هو العزاء الذي نبحث عنه: فليأتِ الرب بكلّ قوّته ليجدنا ويعيدنا إلى قطيع كنيسته. وليمنحنا الله نعمة انتظار الميلاد مع كلّ جراحنا وخطايانا، وانتظار قوّة هذا الإله الذي سيأتي ليعزّينا عبر المداعبات التي وُلدت من قلبه، ذاك القلب الطيّب إلى درجة إعطائنا الحياة!”