“إنّ تضرّع “ارحمنا” ليس صرخة مَن انطوى على خطأه أو من كان يائساً أو سجيناً، بل هو أغنية حرية خاصّة بمن يتّكل على الوحيد الذي يمكنه أن ينقذه”. هذا ما أكّده الكاردينال ليوناردو ساندري خلال قدّاس احتفل به في روما بتاريخ 2 كانون الأول ضمن إطار التساعيّة التقليديّة لعيد الحبل بلا دنس، بمشاركة ممثّلين عن الكنائس الشرقية الكاثوليكية (البيزنطية والأرمنية والكلدانية والسريانية والقبطية).
وبحسب ما أوردته وكالة زينيت بقسمها الفرنسي ضمن مقال أعدّته آن كوريان، شرح عميد مجمع الكنائس الشرقية في عظته أنّ توسّل الأعميين في إنجيل القديس متى (9 : 27 – 31) كان مدخلاً إلى قلب يسوع: “ارحمنا يا ابن داود”. ومِثل الأعميين، دعا الكاردينال ساندري المسيحيين إلى أن يعرفوا أننا مخلوقات مع صغرنا وخطيئتنا.
من ناحية أخرى، ومتأمّلاً بوجه العذراء مريم، أشار الكاردينال إلى ميزة خاصّة بقلب أمّنا، ألا وهي اليقين المتجذّر بأنّ الله موجود وأنّه يعمل في تاريخ البشر لافتدائه وإنقاذه. “عبر النَعم التي قالتها، سمحت مريم بأن يدخل الكلمة الذي صار بشراً إلى عالمنا، وبأن يكون قريباً من المحزونين والعميان والكسيحين والعرج”.
أمّا عن شفاعة مريم الدائمة، فقد قال الكاردينال “إنّ العذراء، وعبر التفويض الذي حصلت عليه تحت صليب ابنها، مستعدّة للدخول إلى كلّ قلب من قلوبنا، إن استقبلناها كالتلميذ الذي كان يسوع يحبّه، لتتابع الاستماع إلى صرختنا وطلبتنا، بهدف تقديمهما إلى عرش المسيح، بصفتها أمّاً ملؤها الحبّ”.