إنّ شرقاً أوسط بدون مسيحيين لن يكون مأساوياً بالنسبة إلى المسيحية فحسب، بل بالنسبة إلى المنطقة الهشّة الاستقرار ككلّ! هذا ما أورده موقع romereports.com الإلكتروني، جرّاء مشاركة الكاهن اللبناني الأب ميشال جلخ (أمين سرّ مجلس كنائس الشرق الأوسط) في لقاء عُقد في المعهد الحبري الشرقي في روما، إثر ورود التقديرات الأخيرة التي تفيد بأنّ هناك 20 مليون مسيحي ما زالوا يعيشون في تلك المنطقة من العالم، وهو رقم يتراجع يومياً بسبب النزاعات وتفاقم الاضطهاد الديني.
وفي التفاصيل، شرح الأب جلخ وضع الاضطهاد الحالي الذي يتسبّب بانعكاسات عديدة على العالم المسلم، متمسّكاً بواقع كون المسيحيين صانعي سلام في هذه الأرض. “عبر التاريخ، اختبرنا العديد من الاضطهادات. هذا ليس الاضطهاد الأوّل، لكن آمل أن يكون الأخير. لطالما صمدنا، وعلينا دائماً أن نتحلّى بالأمل مع ربّنا، لأنّه من أسّس الكنيسة. علينا التحلّي بالأمل، فلا خيار لدينا إلّا الصمود والأمل”.
وأضاف الأب جلخ: “نحن أبناء هذه الأرض وندرك أنّه لدينا مهمّة. إنّ الاضطهاد مريع، لكنّه في الوقت عينه يحمل العديد من المسلمين على التشكيك بديانتهم، ويتسبّب بحصول حوار داخليّ في العالم المسلم الذي أدرك أنّه لا يمكنه العيش بدون المسيحيين”.
كما وأكّد الأب جلخ أنّ مهمّة المسيحيين في الشرق الأوسط تقضي بالحفاظ على جذور الإيمان في أرضهم، وعلى العيش المشترك مع ديانات أخرى، إلّا أنّه يعترف أنّ هذه المهمّة هي صليبه أيضاً قائلاً: “إنّ إلهنا لم يتراجع أمام الصليب. الآخرون تركوه، لكن هو لم يرحل، وعلينا نحن أن نحذو حذوه. ليس علينا أن نسعى خلف المعاناة ولا خلف الصليب، لكن إن وصلت إلينا المعاناة مع الصليب ليس علينا الهرب منها”.