يتداول بعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعيّ صورة للطفل يسوع، فاتحًا يديه علامة لاستقبال البشر، وعينيه تتجه نحو الأرض، رمزًا لتواضعه، مع كلمة “ناطرينَك”.
“ناطرينَك”؟!… كيف ننتظرك؟ وكيف نستعدّ لاستقبالك؟ هل نحنُ بحالة استعداد تليقُ بكَ؟ أم نكتفي بالاحتفالات الخارجيّة (والتي لا تعبّر دومًا عن حقيقة العيد وجوهره)؟ هل نحنُ “ناطرينَك” أنتَ يا يسوع المخلّص؟ أم ننتظر آخر؟
ناطرينَك لتُعيد للمؤمن حرارة الإيمان وقوّته، وتنفخ من جديد الرجاء، وتذكّر بالمحبّة التي أحببت بها الإنسان وعلّمته أن يحبّ أخيه الإنسان.
ناطرينَك لتضمّد الجراحات والآلام بسبب الخصومات والصراعات على السلطة، والتهافت الفاضح على المادّيات وعدم اكتفاء الإنسان “بخبزنا كفاف يومنا”…
ناطرينَك لتوقف التعدّيات على حقوق الآخر ومخالفات القانون والشرائع الإلهيّة والإنسانيّة، وتحطيم المبادئ والقيم الإنسانيّة والأخلاقيّة.
ناطرينَك لتفصل بين المتخاصمين، وتحدّ من مطامع أصحاب المصالح الذاتيّة، والمشاريع المشبوهة والهدّامة والفاسدة، التي تطاول إخوتك البشر.
ناطرينَك لتضع حدًّا لاحتقار وهيمنة وتسلّط واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان لا سيّما الضعيف والفقير والمجروح والمتألّم والمريض والسجين.
ناطرينَك لتبسط الحقّ والحقيقة والعدالة والمساواة وتذكّر بالإنسانيّة والكرامة والحريّة والأمانة والتعاضد.
ناطرينَك لتوزّع خيرات الأرض بالتساوي، وتُلفت إلى ضرورة الاهتمام بالمهمّشين والمجروحين والمُبعدين والمهاجرين قسرًا، والنازحين.
ناطرينَك لتخفّف الآلام الجسديّة والنفسيّة والعلائقيّة. ناطرينَك لتذكّر برحمتكَ وحنانكَ وعطفكَ.
ناطرينَك لتعلّمنا الرحمة والشفقة والغفران والمسامحة والاحترام والعيش بأمان والسلام الحقيقيّ.
ناطرينَك لتحدّ من العنف والفساد والاستغلال والغشّ وإلغاء الآخر والتطرّف والانقسامات والتشرذم والتفرّد والانعزال والفرديّة والأنانيّة والضياع والكبرياء وعدم اللامبالاة.
ناطرينَك لقضايا كثيرة، فأنتَ عارفٌ بها ومدركٌ لها. نعم، نحن بحالة انتظار واستعداد واستقبال لذكرى مجيئِكَ؛ لذا ساعدنا لكي نحضّر ذواتنا وقلوبنا وضمائرنا لاستقبالكَ كما يليق، لكي نعيّ أهميّة استقبال أخينا الإنسان.
ناطرينَك بالصلاة: التضرّع، الابتهال، التأمّل، الطلب والتمجيد، كذلك بالصوم والصمت والإماتة.
ناطرينَك بالشموع والزينة والفرحة والابتهاج، لا بالاستهلاك الفاحش والتعدّي على البيئة.
ناطرينَك لأنّكَ وحدكَ ملجأنا وحامينا ومساعدنا ومخلّصنا، فأنتَ وحدَكَ مَن يعلّمنا محبّة القريب.
ناطرينَك لأنّكَ تستحق كلّ الانتظار والتحضير والاستعداد للاحتفال بذكرى مولدكَ.
ناطرينَك، ولكن هل نحن نستحقّ مجيئكَ؟ وهل ستستقبلنا بضعفنا وخطايانا، ونزواتنا وأنانيتنا وجهلنا وكبريائنا…
ناطرينَك، ونَعِدُكَ بأنّ نستعد بتوبةٍ صادقة معبّرين عنها بأعمال الرحمة، تكفيرًا عن خطايانا، وقناعةً بمحبّة القريب المحتاج.
ناطرينَك لنستقبلكَ بصبرٍ وشوق، كما تريد وتحبّ وكما هو مطلوب للدخول إلى الفردوس الذي أضاعه الإنسان.
ناطرينَك…
ناطرينَك يا ربّ، يا مخلّص، يا محبّ البشر… ناطرينَك
ناطرينك
يتداول بعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعيّ صورة للطفل يسوع، فاتحًا يديه علامة لاستقبال البشر، وعينيه تتجه نحو الأرض، رمزًا لتواضعه، مع كلمة “ناطرينَك”. “ناطرينَك”؟!… كيف ننتظرك؟ وكيف نستعدّ لاستقبالك؟ هل نحنُ بحالة استعداد تليقُ بكَ؟ أم نكتفي بالاحتفالات الخارجيّة (والتي لا […]