قالَتْ مَرْيَم :
” تُعَظِّمُ نَفسِيَ الرَّبّ ،
وتَبْتَهِجُ رُوحِي بِٱللهِ مُخَلِّصِي ،
لأَنَّهُ نَظرَ إِلى تَواضُعِ أَمَتِهِ . فَهَا مُنْذُ الآنَ تُطَوِّبُنِي جَمِيعُ الأَجْيَال ،
لأَنَّ القَدِيرَ صَنَعَ بي عَظَائِم ، وٱسْمُهُ قُدُّوس ،
ورَحْمَتُهُ إِلى أَجْيَالٍ وأَجْيَالٍ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ .
صَنَعَ عِزًّا بِسَاعِدِهِ ، وشَتَّتَ المُتَكبِّرينَ بأَفْكَارِ قُلُوبِهِم .
أَنْزَلَ المُقْتَدِرينَ عنِ العُرُوش ، ورَفَعَ المُتَواضِعِين .
أَشْبَعَ الجِيَاعَ من الخَيْرَاتٍ ، وصَرَفَ الأَغْنِياءَ فَارِغِين .
عَضَدَ إِسْرائِيلَ فَتَاهُ ذَاكِرًا رَحْمَتَهُ ،
لإِبْراهِيمَ ونَسْلِهِ إِلى الأَبَد ، كمَا كلَّمَ آبَاءَنا “.
ومَكَثَتْ مَرْيَمُ عِندَ إِليصَابَاتَ نَحْوَ ثَلاثَةِ أَشْهُر، ثُمَّ عَادَتْ إِلى بَيتِهَا. ( لوقا ١ : ٤٦ – ٥٦ )
“سَوفَ تُهَنِّئُني بَعدَ اليَومِ جَميعُ الأَجيال“
السلام عليك يا مريم ، يا أمّ الله ، يا كنزَ العالمِ الخفيَّ ، يا نجمًا لا يغيب ، يا تاج البتوليّة ، يا صولجان الإيمان القويم ، يا هيكلاً لا يُهدَم ، يا مسكن اللامحدود ، أيّتها الأمّ والعذراء ، يا مَن بفضلكِ سُمّي المولود منكِ ” قُدُّوساً ” ( لوقا ١ : ٣٥ )، و” مبارك ” ، ” تبارك الآتي باسم الربّ ” ( متى ٢١ : ٩ ) و ( مزمور ١١٨ [ ١١٧ ] : ٢٦ ) .
السلام عليك ، يا مَن حملتِ في حشاك البتوليّ ذاك الّذي لا تستطيع السماء أن تحويه . فبفضلكِ يتمجّد الثالوث ويُعبد في الأرض كلّها . بفضلكِ تبتهج السماء ، ويفرح الملائكة ورؤساء الملائكة ، وتضلّ الشياطين طريقها ، ويسقط المجرّب من السماء ، ويُرفع البشر الساقطون إلى السماء . بفضلك ، توصّل العالم كلّه ، الّذي كان أسير عبادة الأصنام ، إلى معرفة الحقيقة ، ومُنِح العماد المقدّس للمؤمنين ، مع ” زيت الابتهاج ” (مزمور ٤٥ [ ٤٤ ] : ٨ ) ، وشُيِّدَت الكنائس في الأرض كلّها، وحُمِل الوثنيّون على التوبة .
وما عساي أقول بعد ؟
بفضلكِ أشرق نور ابن الله الوحيد على ” المقيمين في الظلمة وظلال الموت ليُسَدّد خُطانا لسبيلِ السَّلام ” ( لوقا ١ : ٧٩ ) و ( أشعيا ٤٢ : ٧ ) … فمَن يمكنه أن يحتفل بجدارة بأمجاد مريم ؟
هي أمّ وعذراء في آن . يا للروعة ! مَن سمع يومًا أنّ الباني قد يُمنَع من السكن في الهيكل الّذي بناه بنفسه؟
مَن يجرؤ على انتقاد مَن يُعطي أَمَتَه ( لوقا ١ : ٤٨ ) لقب أمّ ؟
فها العالم كلّه مغمور بالفرح … عسانا نتمكّن من أن نجلّ ونكرّم الثالوث غير المنقسم ، وذلك بإنشاد أمجاد مريم الدائمة البتوليّة ، أي أمجاد الكنيسة المقدّسة ، وأمجاد الابن وعروسه النقيّة.
فإفرحي ، أيّتُها الممتلئةُ نعمةً ، الرّبُّ معكِ ” ( لوقا ١ : ٢٧ ) .
Robert Cheaib - Theologhia.com
سَوفَ تُهَنِّئُني بَعدَ اليَومِ جَميعُ الأَجيال
قالَتْ مَرْيَم : ” تُعَظِّمُ نَفسِيَ الرَّبّ ، وتَبْتَهِجُ رُوحِي بِٱللهِ مُخَلِّصِي ، لأَنَّهُ نَظرَ إِلى تَواضُعِ أَمَتِهِ . فَهَا مُنْذُ الآنَ تُطَوِّبُنِي جَمِيعُ الأَجْيَال ، لأَنَّ القَدِيرَ صَنَعَ بي عَظَائِم ، وٱسْمُهُ قُدُّوس ، ورَحْمَتُهُ إِلى أَجْيَالٍ وأَجْيَالٍ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ . […]