مساء الاثنين، ولمناسبة عيد سيدة غوادالوبي، احتفل البابا فرنسيس بالذبيحة الإلهيّة في بازيليك القديس بطرس. وقد عاد الحبر الأعظم ضمن عظته – التي تركّزت على وجه العذراء التي ظهرت للهنديّ خوان دييغو سنة 1531 قرب المكسيك – على الوضع الاجتماعي الذي يسود في معظم البلدان الأميركية.
وبحسب ما أورده موقع راديو الفاتيكان بقسمه الفرنسي، قال البابا: “بدون أن ندرك ذلك، لقد اعتدنا على العيش في مجتمع الاحتراس”، شاجباً هذا المجتمع الذي تطبعه إشارات الانقسام والتجزئة، والتي ترمي بدورها خارجاً كلّ من يعجزون عن تأمين نفقاتهم لغاية نهاية الشهر. وشرح البابا أنّ هذا المجتمع يُنشىء تدريجياً ثقافة خيبة الأمل والإحباط لدى العديدين.
كما وسأل الحبر الأعظم كيف يمكن التكلّم عن “البحبوحة” فيما اعتادت القارّة اللاتينية الأميركية على رؤية الآلاف من الأولاد والمراهقين يتسوّلون في الشوارع وينامون في المحطّات. وأسف أسقف روما على استغلال الأولاد الذين يُجبَرون على العمل، وعلى رؤية كبار السنّ منبوذين وملزمين على العيش لوحدهم، فقط لأنهم لم يعودوا “منتجين”.
وفي هذا السياق الداكن، قال البابا إنّه من المهمّ الاحتفال بعيد العذراء “لنظهر أننا لسنا شعباً يتيماً، لأنّه لدينا أمّ”. وذكر الأب الأقدس أمّهات أميركا اللاتينية اللواتي يناضلن لأجل أولادهنّ، كما كانت مريم لتفعل بوجه “مجتمع الاحتراس والعمى والإهمال والفوضى”. وانطلاقاً من هذا، أضاف أنّ التأمّل بمريم هو الشعور بالدعوة لتقليد إيمانها الذي يحمل على المصالحة، عبر منحنا القوّة لتوليد الصلات على أرضنا وقول نعم للحياة.
وختم البابا عظته قائلاً إنه يجب ألّا نخشى النظر إلى الآخرين بعينين لا ترى إلّا الأخوّة.