تابع اليوم البابا تعليمه حول “الرجاء المسيحي” في خلال المقابلة العامة مع المؤمنين مشيرًا إلى أنّ ملكوت الله الذي أتى من خلال يسوع عند ولادته يدعونا لكي نكون رسل فرح في عالم متعطّش “للعدالة والحق والسلام”.
وكان قد ركّز البابا تأمّله حول كلمات النبي أشعيا: “ما أجمل على الجبال قدمي المبشّر، المُخبر بالسلام، المبشّر بالخير” (أش 52: 7). وقال هذه الكلمات ليساعدنا على الاستعداد لعيد الميلاد من خلال انفتاحنا على رجاء الخلاص. إنّ النبي يدعو شعب الله إلى الفرح لأنّ الرب قريب، محررنا من المنفى ويعد بتجديد وخلاص المؤمنين الذين لا يزالون يرجون بكلمته.
أشار البابا إلى أنّ النبي يتحدّث عن “أقدام المبشر وليس المبشّر بنفسه”. وعندما قارن ذلك بالزوج في نشيد الأناشيد قال: “إذًا إنّ رسول السلام يتسابق ليجلب الحرية والخلاص وإعلان ملكوت الله”.
وقال البابا بإنّ ملكوت الله يعني أنّ “الله لم يتخلَّ عن شعبه ولم يدع الشرّ يغلبهم لأنه أمين ونعمته أكبر من خطيئتنا… إنّ هذا الحبّ الفائض هو تحديدًا هذا الملكوت الذي دعا إليه يسوع، ملكوت المغفرة والسلام الذي نحتفل به في عيد الميلاد وينكشف في عيد الفصح. الله آت ليحقق أمرًا جديدًا ويحلّ ملكوت السلام. لقد كشف عن ساعده ليحمل الحرية والتعزية. الشرّ لن ينتصر أبدًا فهناك نهاية للألم”.
وتابع البابا ليقول: “هذه هي أسباب رجائنا. عندما يبدو أنّ كل شيء انتهى، عندما ينمو الإيمان بوجه الحقائق الكثيرة السلبية وعندما ننظر إلى الأخبار السارة التي تجلبها هذه الأقدام السريعة بوجه التجربة التي تحاول إقناعنا بأنّ كل شيء انتهى.
ثم أشار البابا إلى أننا بقوّة وعده يمكننا أن نواجه الصعوبات واثقين بأنّ ملكوت الله قد بدأ وبأننا نحن مدعوون لأن نكون رسل فرح في عالم متعطّش إلى العدالة والحق والسلام”. وقال: “في هذا الميلاد، عسى أن نفتح ذراعنا إلى رسالة الخلاص التي يحملها المسيح الطفل، ابن الله الذي يظهر قدرته العظيمة من خلال ضمّ الضعفاء والصغار والفقراء إليه. إنها مفاجأة طفل إله، طفل فقير، طفل ضعيف، إله تخلّى عن عظمته لكي يقترب من كل واحد منا”.
ثم شجّع البابا فرنسيس المتزوّجين إلى الصلاة بكثافة أكثر في زمن الميلاد هذا وقال: “أيها الشبيبة الأعزّاء تأمّلوا اليوم بعظمة محبة يسوع التي تولد وتموت من أجلنا؛ أيها المرضى الأعزاء إقبلوا بطاعة صليبكم متّحدين بالمسيح على نية اهتداء الخطأة. وأنتم أيها المتزوّجون الأعزّاء، إفسحوا المجال أكثر للصلاة بالأخص في زمن الميلاد حتى تكون حياتكم الزوجية مسيرة كمال مسيحية”.