يوماً بعد يوم، يزداد وضع مسيحيي الشرق الأوسط تعقيداً، لكن لا يمكن لأحد أن يفهم جيّداً المشكلة إلّا إن اختبرها. وراعي أبرشية الحسكة للسريان الكاثوليك المطران جاك بهنان هندو هو أحد الأشخاص الذين عاشوا الرعب واختبروا الفقر والجوع والاضطهاد المسيحي في سوريا.
ففي مقال نشره عنه موقع romereports.com الإلكتروني، يقول هندو: “من الناحية النفسانية، تعبنا حقاً من هذا الوضع الذي يستحيل تفاديه، لأنّ هناك أشخاصاً يموتون كلّ يوم. وكلّ يوم، هناك جثث ضحايا وأشخاص ماتوا جرّاء الجوع، خاصّة الأفقر حالاً”.
ويضيف المطران هندو الذي رأى عن كثب تأثير تهديد الدولة الإسلامية: “لن أنسى يوماً أوّل مرّة دفعنا فيها معاشاً في آخر الشهر، فأتت امرأة حاملة ابنها، وجثت لتقبيل قدميّ. سألتها: ماذا تفعلين؟ فأجابتني: للمرّة الأولى تمكّن ابني من أكل الخبز والبندورة”.
من ناحية أخرى، ومع هذا القدر من الألم والمعاناة، يقول الأسقف السوري إنّه اختبر لحظات لم يعرف خلالها ما الذي يجب تصديقه، أو لحظات كان فيها إيمانه ضعيفاً. لكنّه يعود ويؤكّد أنّ ثقته بالله أصبحت أقوى على مرّ الزمن. “بصراحة، منذ 30 سنة، واجهت مشاكل مع الله، لكنني وجدت الجواب في يسوع على الصليب. أمّا الآن، فقد تلاشت مشاكلي وأصبح إيماني أقوى، كما ويمكنني أن أشهد بوضوح أمام المسلمين، وأن أقول الأمور كما هي”.