لمناسبة بلوغ البابا فرنسيس الثمانين من العمر يوم السبت المقبل، نشر الأب فيديريكو لومباردي (المدير السابق لدار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي) مقالاً في المجلّة اليسوعية “لا سيفيلتا كاتوليكا”، مشيراً فيه إلى “جاذبيّة” البابا الأرجنتيني على الساحة الدولية، بحسب ما كتبته آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.
وفي النصّ الذي عنونه “قائد بمقام عالمي”، اعتبر الأب اليسوعي أنّ رسالة الحبّ الرحوم التي يقدّمها البابا فرنسيس هي “مصدر توجيه ورجاء في عالم اليوم، بما فيه خلف حدود الكنيسة الكاثوليكية”.
ولاحظ رئيس “مؤسسة جوزف راتزينغر – بندكتس السادس عشر” أنّ الحبر الأعظم يُعتبر اليوم شخصيّة وقائداً من المقام العالمي، حتّى خارج المجتمعات الدينية. وهو يعدّه بين القادة الذين يمكنهم خلق إجماع حول شخصهم.
أمّا “قيادة” البابا فرنسيس بالنسبة إلى الأب لومباردي، فهي تظهر عبر الكلمات والحركات؛ فهو “يتمتّع بجاذبيّة مميّزة لإنشاء العلاقات الشخصيّة”، لا سيّما في لقاءاته في الفاتيكان مع رؤساء الدول أو الشخصيّات. علاوة على ذلك، قال لومباردي: “إن تطرّق البابا إلى مواضيع حاليّة حسيّة، تقترن كلماته بحركات جسمه التي تزوّدها بالمصداقيّة”.
ثمّ تساءل الكاهن اليسوعي: “لكن لماذا “يصدم” البابا فرنسيس؟” مُعطياً ثلاثة عوامل في إجابته: “ما يصدم بداية هو القوّة والوضوح والإصرار والمشاركة الشغوفة التي يذكّر من خلالها بالمسائل الدقيقة الخاصّة بالبشريّة. وما يؤثّر في الآخرين هو قدرة البابا على ربط المواضيع العالمية ببعضها البعض، عبر إظهار ترابطها. وما “يصدم” أيضاً هو الحرية والقوّة اللتان يهاجم بهما أشكال السلطة الطاغية، مرتكزاً على وجهة نظره الخاصّة، بما أنّه أوّل بابا أتى من “آخر العالم””.
كما وشرح الأب لومباردي أنّ الحبر الأعظم، وعبر طريقته بالتكلّم، يتمتّع بنمط يلمس عمق الحياة، لذا نراه عالميّاً. “للبابا فرنسيس آفاق كبيرة، لكنّه ليس ساذجاً: فرسالته تنبع دائماً من أصل ومن وحي إنجيليّين”.