” أعِدُّوا طريقَ الرّبّ ، واجعلوا سُبُله قويمة ، وكلُّ بٓشرٍ يرى خلاص الله ” . ( أشعيا النبي ٤٠ : ٣ ) و ( مرقس ١:١-٣)
إنّ زمن المجيء ، هو بالحقيقة مسيرةٌ روحيّةٌ نحو المسيح . ولقاء المسيح في هذه الحياة ، وبعد هذه الحياة هو الهدف من الوجود كلّه .
عزيزي القارئ ،
أيها الأخ المسيحي المؤمن ،
إنك تنتظرُ مجي السيد المسيح مع من انتظروه عبرَ الأجيال . وكلُّ انتظار جميل ، لأنه تطلّع إلى ما تشتهي النفسُ .
وموضوع انتظارنا ، انتظار الكنيسة ، في زمن المجيء ، هو مولدُ المسيح يسوع في التاريخ وفي النفس .
وهو مولد جدير بأن نُهيء لهُ النفس جيداً . فلا نترك فيها من الخطيئة جبلاً ومن الكبرياء وادياً . ولقاء المسيح ، في مولده في التاريخ ، هو ، بالحقيقة ، صورةٌ للقائه النهائي بالموت . لذلك فإن يوم الموت ، في المسيحية ، هو يوم ميلادٍ جديد ، يُلدُ فيه المؤمن إلى حياةٍ جديدة ، لا تموت ولا تنتهي . والإستعداد لهذا الميلاد الجديد ، وانتظارُهُ بكلّ الشوق والحُبّ والحنين ، هو ما يجعلُ الإنسان يجتاز عتبة الموت دون خوفٍ وحزنٍ واضطراب ، وعلى شفتيه هذا الهُتاف السعيد :
” تعالَ ، أيُها الربّ يسوع ” ( رؤيا ٢٢ : ٢٠ ) .
فتطلّع ، أخي المؤمن ، إلى يومك هذا . واعلم انه قادمٌ وقريب ، وتذكر أنّ مجيء المسيح في الزمان ، ذلك الذي نستعدُّ له الآن ، هو ، بالحقيقة ، صورةٌ لمجيئه إليك في نهاية المطاف من رحلة الحياة . فاجتهدْ بكلّ وسيلةٍ أن تكونَ ، عند مجيء الرّب بلا عيب ولا لومٍ ، وأن تلقاهُ ، عند مجيئه ، على السكينة والسلام .
أيُها الإلهُ القديرُ الرّحيم ، لا تدعْ شؤون الدنيا تحولُ دون مسيرتِنا إلى لقاء ابنك الوحيد ، بل لتكن الحكمةُ التي من عَٓلُ نوراً لسبيلنا وهدى لخطواتنا ، فنقبل المسيح المتجسّد ونحيا معه جميع أيام حياتِنا .
هاءَنذا أُرسِلُ رَسولي قُدّامَكَ ليُعِدَّ طَريقَكَ
” أعِدُّوا طريقَ الرّبّ ، واجعلوا سُبُله قويمة ، وكلُّ بٓشرٍ يرى خلاص الله ” . ( أشعيا النبي ٤٠ : ٣ ) و ( مرقس ١:١-٣) إنّ زمن المجيء ، هو بالحقيقة مسيرةٌ روحيّةٌ نحو المسيح . ولقاء المسيح في هذه […]