يوم الجمعة 16 كانون الأول الماضي، تابع الأب رانييرو كانتالاميسا إلقاء سلسلة عظاته الخاصة بزمن المجيء. وبحسب ما أورده موقع راديو الفاتيكان بقسمه الفرنسي، كرّس واعظ الدار الرسولية تأمّله الثالث لموضوع “الثمالة المتّزنة للروح”.
ومع تمييزه بين نوعين من الثمالة، سلّط كانتالاميسا الضوء على التباين بين “الثمالة المادية” (الكحول، المخدرات، الجنس، النجاح) و”الثمالة الروحية”، قائلاً إنّ نوعَي الثمالة “ينفخان فينا الفرح ويُنسياننا الهموم، ويجعلاننا نخرج من ذواتنا، إلّا أنّ الثمالة المادية تجعل المرء يترنّح ولا يكون واثقاً من نفسه، فيما الثمالة الروحية تجعلنا ثابتين في الخير”. ثمّ تابع الواعظ قائلاً إنّ الثمالة الأولى تجعل المرء يخرج من ذاته لكن للعيش تحت المنطق، فيما الثانية تجعلنا نخرج من ذواتنا للعيش فوق منطقنا. “لكنّنا نستعمل للحالتين كلمة “نشوة”، إلّا أنّ إحداهما نشوة تشدّنا نحو الأسفل فيما الأخرى ترفعنا إلى الأعلى”.
الحياة المسيحية وظيفة أيضاً، وخدمة وإعلان
بعد ذلك، تأمّل الأب رانييرو كانتالاميسا بالعبور من الثمالة إلى الزُهد، مذكّراً أنّ “الحياة المسيحية ليست فقط مسألة نموّ شخصيّ في القداسة؛ بل هي أيضاً وظيفة وخدمة وإعلان”. ثمّ أشار إلى أنّه بهدف إتمام هذه الوظائف، “نحن بحاجة إلى القوّة من فوق، وإلى الهبات اللدُنيّة، أي بتعبير آخر إلى اختبار قويّ للروح القدس”.
من هنا، تطرّق واعظ الدار الرسوليّة إلى “المعمودية في الروح”، وهو تعبير يأتي من يسوع بنفسه. “إنّه مذهب غير مكتوم، بل يُظهر بساطة كبيرة وهدوءاً وفرحاً، بالتزامن مع توبة واستعداد لأن نصبح أولاداً للدخول إلى الملكوت. إنّه تجدّد وتحديث، ليس فقط للعماد والتثبيت، بل للحياة المسيحية الكاملة: للمتزوّجين سرّ الزواج، للكهنة سيامتهم وللمكرّسين مهنتهم الدينية”.