هو رجل التواضع و الصمت المتكلم مع الله بأجدية الحب و الطاعة….
هو يوسف، البار خطيب مريم الذي فتح أعتاب بيته ”علامة كبيرة لباب الرحمة و إستقبال الله“.
كان يوسف ينتظر الخلاص من الله شأنه شأن سائر شعب الله المتألم، و لكن لم يخطر على باله يوماً أن خطيبته مريم ستكون أم المخلص المنتظر. وعندما أراد أن يأتي بها الى بيته ، وجدها حبلى، تنتظر مولوداً!! يقول الكتاب أن يوسف أضطرب وخاف … دخل في محنة قاسية في عقله و قلبه معاً. فهو مقتنع بمريم عذراء طاهرة و لكن ها هي تنتظر مولوداً و بحسب الشريعة عقابها الرجم حتى الموت!!!
ولكن عندما خلص يوسف في قلبه على أن ينصر ”الروح الذي يحيي على الحرف الذي يقتل“ و أراد تخليتها سراً دون إثارة ضجة تلحق بها الضرر: أرسل له الله ملاكه ليوضح حقيقة حمل مريم من الروح القدس. وكان يوسف الصامت و المصغي ”سامعاً للكلمة“ أي مطيعاً لمشيئة الله الخلاصية …. و هكذا في قرار ”رحمة ” ترك المساحة اللازمة لولادة مشروع خلاص سيبدل وجه البشرية. يوسف البتول بخصب قلبه وطاعته أضحى ”شريكاً ” في سر التجسد وعلى عاتقه ألقيت أعظم مسؤولية قد تلقى على عاتق بشر، ليكون أبا ومربياً و معيلاً لإبن الله الوحيد يسوع المسيح. من هنا نفهم أن بتولية يوسف و مريم لم يكن بسبب ”عجزه لأنه عجوز” إنما قرار ثمرة وعي لحجم المسؤولية و الرسالة الملقاة على عاتقهما …
بطاعته للملاك قالها.
بسفره الى بيت لحم و مريم على أبواب الولادة قالها.
بسفره بالعائلة المقدسة الى مصر قالها.
بعودته الى الناصرة قالها.
في وجه حكمة البشر، تمسك بحكمة الله، و بصمته و طاعته للروح القدس ، قالها و إنتصر.
وفي زمننا هذا الذي يدّعي العلم و تعصف به أزمات الأبوة و العائلة، ها هو يوسف النجار البسيط مثال يُحتذى به :
في إنفتاحه على رحمة الله ، هو مثال .
في صمته و إصغائه و إتحاده مع إرادة الله، هو مثال.
في خروجه من منطقة الراحة الذاتية الى ميدان التعب والعمل هو مثال.
في وجه اللامبالاة القاتلة هو للحب الفاعِل في العائلة مثال.
في روح المغامرة الإيمانية هو بطل متميّز بين القديسين الأبطال…
فيا يوسف رجل الرحمة والصمت الساكن في حضور أمام الكلمة : صلي لأجلنا!!!