استنكر البابا “العمل الجانبي” و”التلاعب” أمام موظّفي الكرسي الرسولي وحاكمية دولة حاضرة الفاتيكان عند تبادل الأمنيات لمناسبة عيد الميلاد مذكّرًا بأهمية وضع تعاليم الكنيسة الاجتماعية حيّز التنفيذ داخل جدران الفاتيكان.
شكر البابا كل الموظّفين في الفاتيكان على عملهم متحدّثًا عن ثلاث كلمات الرصانة والعدالة والتقوى. وقال: “لتكن قلوبكم مملوءة من الرحمة ومن نِعم اليوبيل التي أشعلها يسوع في داخلنا” وأضاف: “أمام المغارة، تذكّروا أن تصلّوا من أجلي”. “نلتقي اليوم في هذا الوقت المميز من السنة من أجل تبادل أمنيات عيد الميلاد في العائلة. إنه وقت أقّدره كثيرًا لأنّها مناسبة لكي نلتقي معًا مع عائلاتكم وزوجاتكم وأزواجكم وأولادكم والأهل الذين هم غالبًا أجداد…
“قبل كل شيء أودّ أن أشكر الرب على هذه الهبات لأنه صحيح في هذه الأيام هذه نفكّر في هدايا عيد الميلاد إنما في الحقيقة مَن يقدّم لنا الهدية الكبرى هو الآب الذي يهدينا يسوع. من هنا، على هدايانا، هذا التقليد الجميل الذي نقوم به بتبادل الهدايا، أن يكون انعكاسًا للعطية الفريدة التي هي ابنه الذي أصبح إنسانًا وولد من مريم العذراء”.
“اليوم أيضًا نودّ أن نشكر الرب قبل كل شيء على عطية العمل. العمل هو بالغ الأهمية إن بالنسبة إلى الشخص الذي يعمل أو بالنسبة إلى عائلته. وبينما نؤدّي الشكران لله على كل ذلك، لنصلِّ على نية الأشخاص والعائلات في إيطاليا والعالم أجمع العاطلين عن العمل أو من يقومون بعمل غير لائق ويؤذي الصحة… علينا أن نشكر الرب على عملنا. وعلينا أن نلتزم كل واحد بحسب مسؤوليته حتى يصبح العمل لائقًا ومحترَمًا وعادلاً. وهنا في الفاتيكان لدينا حافز أكبر من أجل القيام بذلك، لدينا الإنجيل وعلينا أن نتبع التوجيهات الملائمة للعقيدة الاجتماعية للكنيسة. هنا في الفاتيكان لا أودّ أن أجد عملاً خارج هذا الخطّ: ما من عمل جانبي، ما من تلاعبات”.
لنشكر الرب إذًا على كل شيء. إنما بالنسبة إليّ اليوم أودّ أن أشكركم على عملكم وأشكر كل واحد منكم، كل واحد منا على الالتزام الذي يقوم به كل يوم من خلال القيام بعمل وأن يبحث في سبيل القيام بذلك على أكمل وجه عندما لا تجري الأمور على ما يرام أو بسبب الانشغالات العائلية…
وختم البابا: “لقد كانت هذه السنة سنة مميزة إذ احتفلنا بيوبيل الرحمة وبيوبيلنا الخاص أيضًا. لقد أغنانا الرب برحمته ولا يزال يقوم بذلك حتى اليوم. هذه النعمة موجودة في داخلنا وعلينا أن نجعلها تثمر يومًا بعد يوم في العائلة والعمل وأينما ذهبنا وهذا ما يذكّرنا به عيد الميلاد: “فقد ظهرت نعمة الله، ينبوع الخلاص لجميع الناس، وهي تعلّمنا أن ننبذ الكفر وشهوات الدنيا لنعيش في هذا الدهر برزانة وعدل وتقوى”. (طيطس 2: 11 – 12).