التقت ابرشيات زحلة للصلاة من اجل وحدة الكنائس في مطرانية سيدة النجاة للروم الملكيين الكاثوليك، حيث نظّمت صلاة خاصة مع بداية اسبوع الصلاة من اجل وحدة الكنائس، شارك فيها الأساقفة : عصام يوحنا درويش، جوزف معوض، انطونيوس الصوري وبولس سفر، القس رمزي ابو عسلي ممثلاً الكنيسة الإنجيلية وحشد كبير من الرهبان والراهبات والمؤمنين.
في برنامج اللقاء صلوات تلاها الأساقفة وترانيم دينية لجوقة كاتدرائية سيدة النجاة، جوقة نسروتو بقيادة الأب مروان غانم، جوقة ابرشية زحلة وبعلبك للروم الأرثوذكس وجوقة ابرشية زحلة للسريان الأرثوذكس، اللواتي قدمن تراتيل حسب الطقوس البيزنطية والسريانية.
بعد تلاوة الإنجيل المقدس القى المطران درويش كلمة قال فيها :
” أسبوع الوحدة الذي يبدأ اليوم هو محطة سنوية مهمة في تاريخ الكنائس وفي مسيرتنا نحو الوحدة الكاملة بيسوع المسيح. يتلاقى هذا الأسبوع جميع المؤمنين بالمسيح على اختلاف مواقفهم اللاهوتية، ليُصلُّوا في سجدةِ توبة وتكفير أمام يسوع المسيح الذي أراد أن تكونَ كنيستُه واحدة، جامعة، مقدسة ورسولية. تهدفُ الصلاة في أسبوع الوحدة الى طلب المغفرة عن كبريائنا وانقساماتنا وحروبنا وطائفيتنا وتعصبنا، ولكي نُعيد الى الكنيسة بهاءَ وحدتها التي تجلت في بدء التاريخ المسيحي.”
وتابع ” أطلق هذه المبادرة الأب كورتييه الكاثوليكي سنة 1943 تحت شعار: “إن ما يوحدنا مصدره الله وما يفصلنا يأتي من البشر”. وأصبحت هذه المبادرة في ما بعد أسبوعاً عالمياً تشترك فيه معظمُ الكنائس.
اشتراك الكنائس في هذه الصلاة يُبرز رغبةَ المسيحيين في أن تتوحدَ كنائسُهم وأن تُذللَ العقبات التي تمنعُهم من أن يكونوا كنيسة واحدة قوية وشاهدة. ويُركز المؤمنون بشكل عام على توحيد الأعياد التي وإنت كانت مظهرا من المظاهر الخارجية للوحدة المسيحية، لكنها تبقى مهمة وضرورية.
درجت العادة عندما نتحدث عن الانشقاقات الكنسية على إظهار الأسباب العقائدية فقط لكنني أعتقد بأن أسبابا أخرى كان لها الأثر لا سيما الأسباب الثقافية التي كانت وراء الاختلافات في التعابير اللاهوتية.
وحدة الكنيسة موضوع قريب من قلبنا، لذلك كثرت الحركات المسكونية في عصرنا وطلب الجميع أن يتلاقوا ويتحدثوا عن الوحدة والسبل التي نصل اليها، وألفت الكنائس لجان مسكونية للحوار والصلوات .. يظن البعض أن الحركة المسكونية هي حركة سياسية تفتش عن أهداف مشتركة وعن تنازلات من هنا وهناك. إن الحركة المسكونية هي أولا اكتشاف ما يريده الله وكيف يريد هذه الوحدة.”
واضاف درويش ” نحن نعرف أن يسوع المسيح يريد الوحدة لكنيسته، صلى قبل صلبه لنكون واحدا، ونعرف أن هذه الوحدة لم تتم منذ البداية. ومسؤوليتنا اليوم أن نكتشف كيف يريد أن نحقق إرادته وما هي الطرق العملية لتحقيقها. والوحدة ليست فقط علاقات أخوة وصداقة إنما هي ملء الشركة. والشركة هي أن نتقاسم عطايا الله التي منحها لكنيسته من خلال الروح القدس.
المسكونية ليست فقط فلسفة ولا أفكارا ولا لاهوتاً، إنها تشمل حياتنا بالمسيح ومع المسيح، إنها دعوة لنعيش ايماننا بعمق.
المسكونية هي توق إلى اليوم الذي نحتفل به معا بالليترجيا الإلهية، نرفع خلاله معا القربان المقدس مرددين سوية: “ما لك مما هو لك نقدمه لك عن كل شيء ومن أجل كل شيء”. في هذا اليوم سيتمجد الرب وستفرح السماء.
اللقاء اليوم وصلاتنا معا، كاثوليك، أرثوذكس وإنجيليين، يؤكدان توقنا لنكون معا، ورغبتنا بأن نعلن إيماننا بأن الكنيسة هي واحدة جامعة مقدسة ورسولية.
الحوار الدائم يقودنا الى مزيد من التعارف المتبادل، والى الاغتناء بعضنا من بعض، والى نمو روابط المحبة الحقة بيننا.”
وختم درويش ” المطلوب متابعة التفتيش عن السبل التي توصلنا الى الوحدة الكاملة بين المسيحيين، لذلك علينا أن نعطي لاجتماعاتنا واحتفالاتنا ووعظنا وتبشيرنا أبعادا مسكونيا. ولا ننسى أبدا بأن المحبة هي الطريق الأفضل والأقصر للوحدة المسيحية.”
واختتم اللقاء بتلاوة صلاة من اجل وحدة المسيحيين