Abouna Yaacoub - Wikimedia

"كلّ ما فيك آتٍ من الله…. أبونا يعقوب الطوباوي"

    اعتبر أبونا يعقوب نفسه آداةً طيّعة بين يديْ الرّب…أحبّ أن يكون مبخرةً تضوع بطيوب الرّوح القدس، هذا الرّوح الصّانع فيه والمتحدّث بلسانه والمتكلّم في صمته …أحنى رأسه خادمًا لمشيئة الّله . فمسيرته الحياتيّة لطالما قادتها أشرعة السّماء… أحبّ أن يعيش الانسحاق […]

Share this Entry

    اعتبر أبونا يعقوب نفسه آداةً طيّعة بين يديْ الرّب…أحبّ أن يكون مبخرةً تضوع بطيوب الرّوح القدس، هذا الرّوح الصّانع فيه والمتحدّث بلسانه والمتكلّم في صمته …أحنى رأسه خادمًا لمشيئة الّله . فمسيرته الحياتيّة لطالما قادتها أشرعة السّماء…

أحبّ أن يعيش الانسحاق كي يكون عظيمًا في السّماء .. فاحت من نفسه زنابق القداسة…كان مقتنعًا أنّ ما تصنعه يداه ليس إلا مرآة تعكس نعم الله وإرادته العاملة فيه!

   حقّر نفسه لأنّه كان يعي، أنّه دون نعمة الله في ذاته لأصبح أشرّ النّاس وأحقرهم… وهذه هي عظمة الإنسان المسيحيّ…فنحن لسنا إلّا هياكل الرّوح القدس.  جسدنا كتلة تراب لا قيمة لها إلا أنّها قيتارةٌ نغماتها من عند الرّب ، تسكن حنايا قلوبنا، فتجعل وجوهنا وأفكارنا وسبل عيشنا  ملتمعةً، لأنّ نور المسيح هو العابر فينا تاركًا شعاعه في نفوسنا، وهذا ما عاشه أبونا يعقوب.

    فضيلة التّواضع جعلته قريب الغريب، ودواء المريض، وملجأ المتشرّد، وتواضع المتكبّر وإيمان الكافر …سبر أغوار النّفس الإنسانيّة بكلّ تقلّباتها وصراعاتها. سلك طرقًا شائكة وعاش صورة الإنسان المتجرّد من ملذّات الحياة  والنّاظر دومًا إلى جود السّماء وسخائها…. هذا ما جعله نفسًا تعطي، وتبذل، وتتفانى دون طلب الشّكر أو المديح…

      كيف لنا أن نقف أمام إيمان أبونا يعقوب الطّوباويّ، بتواضعه العظيم، وأعماله الخيّرة ونبحث عن نفسنا التّائهة والشّريدة بين ثنايا الهموم والمتاعب.؟؟؟..

كلّنا حقول حيّة يمتلكها الرّب…حيث يرشّ بذوره فلن نحصد إلا الخير ولن نجني إلّا الجمال،  شرط أن نعرف كيف نرى حضوره فينا…

يكفي أن نتّكل على الله ، فروحه يكفينا لنفهم إنسانيّتنا، وندرك أنّ حبّه يظهر في النّفس الأكثر بساطة. عندها نعرف أنّ الإنسان ، بمحطّات حياته كلّها ، هو ابتسامة حبّ من قلب الرّبّ ….

Share this Entry

فيكتوريا كيروز عطيه

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير