في أوغندا، جعلت الأخت روزماري نييرومبي تأمين مأوى للنساء المعنّفات واللواتي تمّ استغلالهنّ جنسياً وجعلهنّ محاربات لقتل الأقارب وصولاً إلى الأهل، مهمّتها. وفي “مركز فتيات القديسة مونيكا للخياطة” الذي تديره، يمكن لأولئك النساء أن يعدن إلى طبيعتهنّ مجدداً، بفضل الأمان والراحة اللذين يشعرن بهما، حتّى في بلد ما زال يعاني بسبب الحرب الأهليّة التي سادت فيه لسنوات.
لكن ما يُذهل الناس الذين يحظون بشرف لقاء الأخت روزماري هو طاقتها الإيجابية والمُعدية، بما أنها تتمتّع بقوّة لإعادة البريق لنور انطفأ منذ زمن، لدى أمّهات عازبات كنّ يرفضن أولادهنّ، فأصبحن الآن أمّهات مُحبّات.
أمّا طريقتها بجعلهنّ يخرجن من محنتهنّ ويأسهنّ فقضت بإنشاء مشغل لألفي امرأة بدأن بالعمل على خياطة حقائب من مواد معادة التدوير، بناء على ما أورده موقع time.com الإلكتروني. وكلّما أرادت الخروج، تحمل روزماري حقيبتها “المصنوعة يدوياً”، وتتبجّح بها عندما تُريها لكلّ من يسألها عنها، كما وتتباهى بالفتيات اللواتي يعملن على الحقائب بما أنّ خلف كلّ حقيبة قصّة عذاب!
لكن إن سألها أحدهم من أين تستمدّ قوّتها لفعل هذا كلّه، تجيب مباشرة: “من الله، من الصلاة ومن جماعتي التي تشجّعني. ومن القهوة أيضاً!”
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ مجلّة “تايم ماغازين” اختارت الأخت روزماري من بين أكثر مئة امرأة نافذة في العالم سنة 2014.