“لو وُجد في مجتمعاتنا المزيد من فقراء الروح لما كان يوجد انشقاقات وانقسامات وخلافات!” هذا ما قاله البابا فرنسيس اليوم أثناء صلاة التبشير الملائكي في 29 كانون الثاني 2017 حاثًا على التركيز على “المشاركة” وليس على “التملّك”.
تأمّل البابا اليوم في بداية الصلاة المريمية في إنجيل اليوم من نص التطويبات (متى 5/ 1-12) بالأخص حول التطويبة الأولى: “طوبى لفقراء الروح فإنهم يرثون ملكوت السماوات”. فقر الروح هو تبنّي مشاعر وموقف أولئك الفقراء والقدرة على التلذّذ بالأساسي.
هذا واستنكر البابا “الاستهلاك الشجع”: “كل ما ملكتُ، رغبتُ بالمزيد… وهذا يقتل الروح. يجب على العكس أن نملك قلبًا ويدين مفتوحتين وغير مغلقتين”. ثم شدد البابا على أنّ الفقير بالروح هو المسيحي الذي لا يعتمد على نفسه وعلى غناه المادي ولا يتشبّث برأيه بل هو يصغي باحترام ويتبع عن طيب خاطر قرارات الآخرين”. وأوضح: “الوداعة هو مثل المحبة، فضيلة أساسية من أجل تعايش الجماعات المسيحية مع بعضها بعضًا. إنّ الفقراء في المعنى الإنجيلي هنا متيقّظون لملكوت السماوات، وهم يبيّنون أنه يجب استباقه كبذرة في الجماعات الأخويّة التي تفضّل المشاركة على الامتلاك”.
“أودّ أن أركّز على أمر ما: فضّلوا المشاركة على التملّك. إملكوا قلبًا ويدين مفتوحتين وغير منغلقين. عندما يكون القلب منغلقًا يصبح جامدًا فيجهل كيفية الحب. أما عندما يكون القلب منفتحًا يسير على درب الحبّ.
لتساعدنا مريم العذراء مثال فقراء الروح وباكورتهم لأنها كانت طيّعة بالكامل لإرادة الرب فنستسلم لله الغني بالمراحم حتى يغمرنا بنعمه بالأخص بوفرة مغفرته.