في مدغشقر، دعا الكاردينال بييترو بارولين إلى تطبيق “التطويبات” بهدف اختبار عملها المُحوّل على المستويات الشخصيّة والروحية والاجتماعية. وقد توجّه أمين عام دولة حاضرة الفاتيكان بكلمة على مسامع 80 ألف شخص خلال قدّاس احتفل به، لمناسبة مرور خمسين عاماً على العلاقات الدبلوماسية بين الكرسي الرسولي وجمهورية مدغشقر، في ملعب مهاماسينا في أنتاناناريف، بتاريخ 29 كانون الثاني الماضي، وبحضور رئيس الجمهورية وزوجته.
وبناء على ما كتبته مارينا دروجينينا من القسم الفرنسي في زينيت، اشترك في الذبيحة الإلهية مع بارولين كلّ من أسقف بور لويس الكاردينال موريس بيات ممثّلاً المؤتمر الأسقفي للمحيط الهندي، والسفير البابوي باولو غالتييري، وجميع أساقفة مدغشقر، بالإضافة إلى حوالى 200 كاهن.
أمّا أبرز ما قاله بارولين خلال كلمته، فتمحور حول جعل “التطويبات” برنامج حياة شامل، بعد أن نكون قد فهمنا معنى فقر الروح الذي تكلّم عنه المسيح على الجبل: “الفقير هو مَن يدرك أنّه يعجز عن كفاية نفسه، ومَن يوجّه توسّله لله كمستعطٍ، ليشعر أنّه دائماً بحاجة إليه ليعزّيه؛ لكنّه أيضاً من يعرف كيف يكون مرحِّباً في نظر قريبه، ومن يستطيع أن يحبّ وأن يبني الملكوت”.
نشير هنا إلى أنّ رحلة بارولين إلى مدغشقر ضمّت أيضاً زيارة للجامعة الكاثوليكية التي تأسست سنة 1952، بالإضافة إلى لقاء مع أساتذتها وطلّابها، كما لقاء مع أساقفة مدغشقر ومناقشة المشاكل الراعوية لأجل مكافحة الفساد والدفاع عن الأضعف والمهمّشين، وتعزيز الحوار مع الديانات الأخرى لا سيّما الإسلام.