بعد زيارتها إلى الأردن ولبنان، ها هي ذخائر القدّيسة مريم ليسوع المصلوب، شفيعة السّلام في الأرض المقدّسة والشّرق الأوسط، تزور مصر الحبيبة التي احتضنت العائلة المقدّسة بكلّ الحب بعد مولد السّيد المسيح، فتقدّس ترابها وأصبحت موطناً للقدّيسين.
ها هي مريم ليسوع المصلوب تعود إلى مصر حيث ترعرعت ونمت بالإيمان والقداسة. هنا عاشت مريم الإستشهاد في سبيل إيمانها واختبرت تدخّل السماء وشفائها العجيب على يد العذراء التي أخبرتها بكل ما كان ينتظرها في حياتها على الأرض. فكما عاد يسوع من مصر إلى الناصرة لينطلق في ما بعد إلى جميع الأمم يحمل بشرى الخلاص، هكذا انطلقت مريم ليسوع المصلوب من مصر نحو تتميم إرادة الله ومخططه لها. فالشوق لهذا اللقاء مع مؤمني مصر هو شوق وحب متبادل بين القديسة وشعب مصر العظيم بإيمانه.
لقد أعلنها القديس البابا يوحنا بولس الثاني شفيعة السلام في الأرض المقدسة والشرق الأوسط، وها هي تجوب الشرق الأوسط تحمل رسالة السلام التي شعارها: “صلاة + محبّة = سلام”
واليوم نراها تعانق مؤمني وكنائس مصر على جميع طوائفهم تنثر عليهم النعم والبركات وتزرع السلام في القلوب، في العائلة، في الكنيسة، في الشرق الأوسط والعالم أجمع.
ولقد توجت زيارتها لأرض مصر الحبيبة بلقاء خاص مع قداسة البابا تواضروس الثاني الذي رحّب بالقديسّة الفلسطينية أجمل ترحيب مزيَّنا بروح المحبة والتواضع والإيمان والأبوّة كما عهدناه دائما. ولقد عبر قداسته عن إعجابه ودعمه لشعار ورسالة زيارة القديسة وبارك كل من حضر هذا اللقاء وكل القائمين على هذه الزيارة، خاصّة الأخت فريال للطفل يسوع، المرافقة الرّسمية للذخائر من قبل كرمل الطفل يسوع في بيت لحم. وفي ختام الزيارة قدمت الأخت فريال ذخيرة من القديسة إلى قداسة البابا لتبقى هذه الذخيرة شاهدة على هذا اللقاء التاريخي الرائع الذي يحمل رسالة الصّلاة، المحبة، الوحدة والسلام داخل الكنيسة.