حثّ البابا كلّ المنخرطين في مجال التربية والتعليم الكاثوليكي أن يكونوا بناةً لعالم أكثر اتحادًا وسلامًا وذلك في صباح يوم الخميس 9 شباط عندما كان مجمع التربية الكاثوليكية يعقد جمعيته العامة. وأشار البابا إلى الفردانية التي تسبّب فقرًا إنسانيًا من هنا ضرورة أنسنة التربية مسلّطًا الضوء على دور المدرسة والجامعة في تنشئة الإنسان.
شدد البابا على الحاجة إلى ثقافة الحوار مشيرًا إلى أنّ الجامعات هي المكان الأفضل للتفكير ولتعزيز الالتزام بالبشارة بالإنجيل وإنّ كل المربين هم مدعوون إلى التعاون من أجل مساعدة الشباب حتى يكونوا بناة عالم أكثر تضامنًا وسلامًا. وقال، للأسف يوجد أشكال كثيرة من العنف والفقر والاستغلال والتمييز والتهميش وتقييد الحرية التي تولّد ثقافة الإقصاء.
في هذا السياق، أضاف البابا بأنّ “على المؤسسة التربوية الكاثوليكية أن تكون السبّاقة في العمل على قواعد الحوار التي هي بحسب رأيه أساس اللقاء والتحفيز للتنوّع الثقافي والديني”.
وتابع البابا ليقول: “يكون الحوار بنّاء عندما يتحقق في جوّ حقيقي من الاحترام والتقدير والإصغاء الحقيقي من دون تشويه هويّة الإنسان. لذا إنه أمر يبثّ فينا الرجاء أن تتخرّج الأجيال الجديدة المنشّأة مسيحيًا على الحوار، من صفوف الجامعات والمدارس وهي تحمل معها همّ بنيان الجسور وإيجاد أجوبة جديدة على التحديات التي نواجهها في عصرنا هذا.
ثم استعان البابا بأسلوب القديس توما بأنّ المدارس والجامعات الكاثوليكية هي مدعوّة بمعنى آخر إلى تعليم أسلوب من الحوار الفكري الذي يهدف إلى كشف الحقيقة.
ثم أشار البابا إلى أنّ الرتبية تساهم في زرع الرجاء قائلاً: “لا يستطيع الإنسان أن يعيش من دون رجاء، والتربية تولّد الرجاء. في الواقع، التربية تمنح الحياة وتساعد على النموّ، إنها جزء من ديناميكية إعطاء الحياة. أنا مقتنع تمام الاقتناع بأنّ شبيبة اليوم يحتاجون قبل كلّ شيء إلى أن يتمتّعوا بحياة تبني المستقبل. لذا على المعلّمين أن يصغوا إلى الشبيبة وهذا ما ننوي أن نحضّره في السينودس المقبل المخصّص لهم”.