أكّد البابا فرنسيس اليوم خلال عظته الصباحيّة التي ألقاها من دار القديسة مارتا أنّه “خلال التجربة، لا نحاور بل نصلّي”، داعياً الجميع إلى ألّا يكونوا سذّج لأنّ الفساد يبدأ بالقليل من الأمور، بناء على ما كتبته آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.
خلال تأمّله بنصّ الخطيئة الأصليّة في سفر التكوين (3 : 1 – 8)، شجب الأب الأقدس مكائد الشيطان؛ فهو “مغر” إذ اتّخذ شكل الأفعى ساعياً خلف الغشّ والاحتيال. “إنّ الكذّاب أبو الكذب متخصّص في هذا”.
وأضاف الحبر الأعظم أنّه عندما يحتال الشيطان على أحدهم، إنّما يفعل ذلك عبر الحوار، كما حاور حواء، وقادها رويداً رويداً إلى المكان الذي يريده. “مع يسوع أيضاً، في الصحراء، بحث الشيطان عن محاورته، لكنّ المسيح أجاب بكلمة الله، لأنه لا يمكن أن نحاور الشيطان”.
وأصرّ البابا قائلاً: “في التجربة، لا نحاور، بل نصلّي. “النجدة يا سيّد، أنا ضعيف ولا أريد الاختباء منك”. هذه الشجاعة في النداء تؤدّي إلى النصر، فيما الحوار مع الشيطان يؤدّي إلى الهزيمة”.
أمّا عن التجارب فقال أسقف روما: “نعرف جميعاً ما هي التجارب، لأننا نختبرها. وهناك الكثير من تجارب الغرور والتكبّر والاشتهاء والبخل… إنّ الشيطان محتال، إذ يعدنا بأمور ثمّ يتركنا عراة”.
كما وأشار البابا فرنسيس أيضاً إلى أنّ الفساد يبدأ بأشياء صغيرة كعدم دفع الفاتورة كاملة أو اعتبار 900 غرام كيلوغراماً… ثمّ دعا إلى الابتعاد عن السذاجة والحماقة، وإلى إبقاء أعيننا مفتوحة وطلب المساعدة من الرب، لأننا لوحدنا لا نستطيع شيئاً. “من يقع في التجربة، عليه أن يعود إلى الله ويطلب السماح بدلاً من أن يختبىء مثل آدم وحواء”.
وختم الحبر الأعظم قائلاً: “فليمنحنا الرب النعمة وليرافقنا… وإن خاننا ضعفنا في التجربة، فليعطنا الشجاعة لننهض مجدداً ونتابع، لأنّ يسوع أتى لأجل هذا”.