“تنبّهوا للرهبنات التي لا تتأسّس على الروح القدس بل على الجاذبية البشرية”. هذا هو التحذير الذي أطلقه البابا فرنسيس ضمن حوار أجراه مع 140 من رؤساء الأديرة العامين الذين استقبلهم ضمن الجمعية العمومية لاتحاد رؤساء الأديرة العامين في تشرين الثاني الماضي، بناء على ما كتبته آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.
وأشار الحبر الأعظم إلى أنّ الروح القدس ليس اعتدادياً بل هو يحمل الصليب. فبالنسبة إلى الأب الأقدس، إنّ عدد الدعوات ليس معيار تمييز: “إنّ الروح القدس لا يعمل بمنطق النجاح البشريّ”.
كما وعبّر أسقف روما عن “انشغاله” بالمؤسسات الدينية الجديدة قائلاً: “لا أقول إنّه يجب ألّا تكون هناك مؤسسات جديدة، أبداً، لكن أحياناً أتساءل عمّا يحصل اليوم، خاصّة عندما يفشل بعضها الذي كان قد بدا قوياً… وذلك إثر فضائح. فالروح القدس لا يعمل بمنطق النجاح البشري. وليس علينا إلّا الانتظار لنرى إن كان ذلك من الرب”.
الروح القدس ليس اعتدادياً
في السياق عينه، أشار البابا إلى أنّ هناك مؤسسات جديدة جيّدة، فيما هناك أخرى تولد من الجاذبية البشرية التي تجذب عبر مواهب الإغراء البشريّة. كما وقال إننا نجد معاهد “ترميميّة”، تبدو أنها تزوّد الأمان، فيما في الواقع لا تعطي إلّا الصلابة، وأخرى “بيلاجيّة” أي أنّها تدافع عن الإيمان والقيم الحسنة وفجأة تظهر فضيحة مؤسسها. ثمّ أكّد البابا أنّ “أسلوب يسوع مختلف. فالروح القدس أحدث ضجّة يوم العنصرة فقط، لكنّه في العادة، لا يفعل ذلك، بل يحمل الصليب. الروح ليس اعتدادياً، لأنّ أسلوب الله هو الصليب الذي يُحمل إلى أن يقول الرب بنفسه “هذا يكفي”. والاعتداديّة لا تتّفق كثيراً مع الحياة المكرّسة”.
وختم قائلاً: “فلنبحث عن طريق يسوع المتواضع، ذاك الطريق الذي يشهد على الإنجيل”.