“إن كنت أواجه مشكلة، أكتبها لمار يوسف على ورقة، وأضعها تحت تمثال القديس يوسف النائم الذي في غرفتي”. هذا ما أكّده البابا فرنسيس أمام 140 من الرؤساء العامّين لرهبنات استقبلهم في الفاتيكان في 25 تشرين الثاني الماضي، ضمن إطار الجمعية العامة الثامنة والثمانين لاتحاد الرؤساء العامين. وسيتمّ نشر الحوار الذي دار خلال اللقاء (الذي دام ثلاث ساعات) اليوم في النسخة الإيطالية من “لوسيرفاتوري رومانو”، وغداً في “لا تشيفيلتا كاتوليكا” في عددها رقم 4000.
وبحسب ما ورد في مقال أعدّته آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت، سأل الرؤساء العامون الحبر الأعظم عن سرّ “صفائه”، فما كان منه إلّا أن أجاب ممازحاً: “لا أتناول أقراصاً مهدّئة! يُعطي الإيطاليّون نصيحة جميلة مفادها أنّه بهدف العيش بسلام، يجب الالتزام بمبدأ الـ”لا آبه”. أنا أعيش اختباراً جديداً كلياً. في بوينس أيريس، أقرّ أنني كنت أكثر قلقاً، وكنت أشعر أنني متوتّر ومنشغل… لكن عندما انتُخبت حبراً أعظم، كان اختبار السلام العميق مميّزاً، ولم يعد يفارقني. أنا أعيش بسلام”.
كما وأكّد الأب الأقدس أنّ المشاكل في الفاتيكان موجودة حتّى الفساد، ممّا جعله يبدأ بإصلاح الكوريا الرومانيّة، إلّا أنّه يعود ويؤكّد: “لكنني أشعر بالسلام”.
وعن الأوراق التي يكتبها وعن تمثال القديس يوسف النائم الذي في غرفته، أشار أسقف روما إلى أنّ الأخير “أصبح ينام على كومة أوراق تصنع فراشه، فيما أنا أنام جيّداً: إنّها نعمة من الله”.
وأشار البابا إلى أنّه يصلّي غالباً، ويحبّ كتاب الصلوات ولا يتركه أبداً. كما وأنّه يحتفل بالذبيحة الإلهية كلّ يوم، ويتلو مسبحة الوردية ويلجأ يومياً إلى الكتاب المقدّس. “وسلامي يكبر هكذا… أجهل ما هو السرّ… لكنّ سلامي هدية من الرب”. ونصح الأب الأقدس الجميع بإيجاد ما اختاره الله لهم وبالانتقال من الصليب إلى السلام، بهدف إيجاد هذا السلام المنشود، بدون “غسل أيدينا من المشاكل، لأنّ هذا لا ينفع”.
أمّا جملته الأخيرة للرؤساء العامين فكانت: “في الكنيسة، هناك الكثير من بيلاطس البنطي الذين يغسلون أيديهم لينعموا بالسلام، لكنّ الرئيس العام الذي يتبرّأ من شيء ويغسل يديه منه ليس أباً وهو لا يساعد”.