المركز الكاثوليكي للإعلام – عقدت ظهر اليوم اللجنة البطريركيّة لتكريس لبنان والشرق لقلب مريم الطاهر، ندوة صحفية، في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة الإسقفية لوسائل الإعلام، حول “أمومة مريم وسرّ التكريس لقلبها الطاهر” تناولت أمومة مريم ورحلة فاطيما، امومة مريم مدخل إلى اللاهوت المريمي، ومريم تملك حتى مفتاح الهاوية.
شارك فيها مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، الشماس الأخ عمانوئيل لقلب مريم الطاهر، المسؤولة عن مؤسّسة يوحنا بولس الثاني د. جوسلين خويري، المسؤولة، الشاعرة مي منصور، وعدد من راهبات قلب مريم الطاهر، واعلاميين ومهتمين.
أبو كسم
بداية رحب الخوري عبده أبو كسم بالحضور باسم رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر وقال:
“اليوم نتكلم عن سرّ أمومة مريم العذراء، تحضيراً للمشاركة بمئوية ظهورات فاطيما التي ستكون في حزيران القادم ، لمن يرغب بالمشاركة بهذه المئوية بواسطة وسائل الإعلام او بالمشاركة من خلال السفر إلى فاطيما. هذه الزيارة للإحتفال بالمئوية صحيح، ولكن لعيش سرّ مريم بحياتها التي ساهمت بخلاص البشرية ان تكون أم الله أم المخلص أم الفادي أم الكاهن وهي أمنا جميعاً وهي المرجع لكل أمرأة تحفظ سرالله بحياتها وسر الخلاص.”
تابع “وفي هذه المناسبة سمعت أنه على مواقع التواصل الإجتماعي هناك إحدى الفنانات كانت بصورة عارية كتبت تحت صورتها ” “Ave Maria، هذا الشيء مرفوض لأنه سرّ مريم الأم الطاهرة والنقيّة التي حبل بها بلا دنس لا يمكن لأحد أن يشوهه، ونحن لن نقبل أيداً بهذا الموضوع ونطلب من مكتب جرائم المعلوماتية ملاحقة هذا الشخص أياً يكن وإتخاذ التدابير القانونية بحقه.”
أضاف “هذا بمثابة إخبار للنيابة العامة ولمكتب جرائم المعلوماتيه للتحرك سريعاً وملاحقة هذا الموضوع. لا أحد يمكنه التستر لا تحت أسم فن او شيء آخر وإهانة الكرامات وإهانة رمز كبير مثل مريم العذراء على وسائل التواصل.”
وختم بالقول “طبعاً هناك أجهزة تتابع وتلاحق، من بين هذه الأجهزة مشكوراً جهاز الأمن العام الذي نتعاون معه من أجل الحفاظ الحريات وعلى الكرامات وكل المقدسات والرموز الدينية.”
خويري
كلمة د. جوسلين خويري حول أمومة مريم المدخل إلى اللاهوت المريمي فقالت:
“ان أمومة مريم لشخص يسوع المسيح، إبن الله المتجسد، هي المدخل والأساس لكل ما قالته وستقوله الكنيسة في شخص الطوباوية مريم العذراء. هذه الأمومة الفائقة الطبيعة تفتح آفاقاً لاهوتية وروحية ذات بعد ثالوثي كنسي وخلاصي، يجعل من اللاهوت المريمي ملتقى لسر الله والكنيسة والإنسان.”
تابعت “اولاً امومة مريم والبعد الثالوثي “إن الرابط البنوي – الأمومي هو في طبيعته رابط مؤسِس نظراً لما يحتويه من كنوز الحب وهبة الذات. فمريم إذ حملت في أحشائها الجنين يسوع وولدته وغذته وربّته وحمته، أقامت بينها وبينه رابطاً لا ينحلّ خصوصاً وقد وجدت فيه أبنها وإلهها وربّها.”
أضافت “في هذا الرابـــط الخــاص، يتمّ بقوة الروح القــدس التفاعل والتماثل، في آن واحد، بين طبيعة الإبن والأب الإلهية من جهة، وطبيعة الإبن والأم البشرية من جهة أخرى. فكل طبيعة الآب الإلهية هي في الإبن دون أن يكون لها أي مصدر آخر. فوالدة الإله في الواقع هي في تشابه كامل مع إبنها في الطبيعة والإرادة والتوّجه الفاعل الّذي يجمع بينهما على أساس الإرادة الإلهية وعمل الإبن الخلاصي.“
وقالت “والرابط بين مريم العذراء وإبن الله المتجسد هو أيضاً رابط كياني يحقق بالملء في شخص العذراء مريم، الإتحاد بين طبيعة المسيح الإلهية وطبيعتنا البشرية. إنه الرابط الأقنومي الماسيحاني الذي رفع أمومة مريم إلى مستوى ”الأمومة الإلهية “ بفعل الروح القدس وتجسد الإبن.”
وعن مريم عروسة الروح القدس قالت “إن أمومة مريم ، الفائقة الطبيعة، لشخص يسوع المسيح، تكشف عن عمل الروح القدس المميز في حياتها، روح الحيـاة والقداســة. مما يعني أن الروح القدس قد أفاض عليها، يأستحقاقات سر الفداء ودعوتها الأمومية، كل المواهب التي سيفيضها لاحقاً على الكنيسةفي يوم العنصرة، معلناً مريم آيقونةً ومثالاً ومبدأً للكنسية التي سوف تتم نهيوياً في الوحدة الكاملة مع شخص يسوع المسيح وتدبيره الخلاصي.”
تابعت “هذا المعطي أنار الكنيسة عبر العصور وحملها على إعلان عقيدتي الحبل بمريم بلا دنس وإنتقالها إلى السماء بالنفس والجسد، بمعناهما الإيجابي والديناميكي، المؤسس للبشرية الجديدة المدعوة للإنفتاح الكلي على الله ومشاركته الفرح والمجد.”
أضافت “يؤكد المجمع الفاتيكاني الثاني على ما توّصل إليه آباء الكنيسة عن البعد الثالوثي لدعوة العذراء مريم الأمومية: ” هي التي أختارها الآب منذ الأزل اماً لإبنه، وقد أوكلها إلى روح القداسة.”
قالت “خُلقت مريم إذن لتحتضن تجسد الإبن في أحشائها، وهي دعوة حيّة غنية بالتفاعل الحرّ وقوامها الإيمان والرجاء والمحبّة والأمانة، كما عبّر عنه القديس يوحنا بولس الثاني في رسالته ” أم الفادي “ 1988، التي تشير من حيث تسميتها إلى إنخراط مريم الكلّي، عقلاً وقلباً وإرادةً وفعلاً، في عمل الله الخلاصي، الذي بلغ ذروتـه عنـد أقـدام الصليـب حيث قدمتّ ابنها لنا، مع الآب، تماماً كما فعلت في بيت لحم وفي قانا الجليل.”
وعن تـجسد الإبن وأمومة مريم إفتتاح لزمن الكنيسة قالت “أن يكون ” الإبن الحبيب “ مبدأ الخليقة الذي به كّنا وكان كلّ شيء. هو دعوة واضحة من الله لنا للدخول في حالة البنوة التي ستؤول إلى إتمام دعوتنا في أن يصبح الله كُلاً في الكّل، فينا وفي الخليقة جمعاء.”
تابعت “إنها قمة الوحدة مع الله في التكرس” أنت إبني وانا اليوم ولدتك“. وعليه تؤمن الكنيسة بأن المسيح الإبن هو تكرّس للآب. إنه التعبير عن منحى الفداء الذي سوف يؤهل طبيعتنا للإنفتاح على هذا التكرس الذي يحقق سعادة الإنسان القصوى. إذا كان الإبن هو التعبير عن التكرس المطلق لله الآب، فإن الـ ” نعـم “ التي قالتها مريم في الناصرة وأكدتها عند أقدام الصليب، هي الأخرى التعبير لكامل عن تكرّس الكنيسة لشخص المسيح، فاديها، رأسها وعريسها.”
أضافت “أن يكون الله كّلاً في الكل” غدا واقعاً في الإتحاد الكامل بين المسيح والعذراء مريم، في علاقة الأم والإبن التي أسست لولادة الكنيسة وشكّلت نواتها وأساسها وطريقها إلى الله. “
وختمت خويري “وقد شاءت كنيستنا المارونية، وهي الوليدة على وقع مجمعي أفسس وخلقيدونية، أن تـكرّم تكريماً خاصاً هذه الأم التي أنكشف مجد دعوتها الأمومية الفائق في كتاباتها، وصلواتها الليتورجية، أن تكرّس لها كرسيها البطريركي، ولاحقاً لبنان والشرق كلّه، لكي يكون الله حقاً كلاً في الكّل سلاماً ومحبًـة، إيماناً ورجاءً مطلقاً.”
منصور
ثم كانت كلمة الشاعرة مي منصور “مريم بتملك ايضا مفتاح الهاويه!” جاء فيها:
“أمومة مريم بتبلش بأمومتها ليسوع! وبفضل هالأمومي بتملك حتى مفتاح الهاويه لتسحق راس الشيطان وتزتو بعمق الجحيم – الهاويه للي مخصصه إلو من يوم عصيانو.!
أساميها الأموميه ما بينعدو: إم الرجاء الصالح. هيدا للي انشدوه الملايكه بليلة الميلاد: “المجد للأه في العلى وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر!
مريم أم الحمل – إم المخلص حَمَل الله للي حمل خطايا العالم حتى يخلص البشريه.
مريم إم الإفخارستيا وهيي حقِّة القربان، للي آخد جسدو من جسدها ودمو من دمها.
ومريم إم الحب – الحب المتجسّد للي هوي يسوع المسيح.
ومريم إم الكنيسه، إم التعزيه، إم البشر عند جرين الصليب”هيدي إمك.. وهيدا إبنك!”
مريم سيدة النجاح الصالح يعني إم الإنتصار!
مريم ستحقّت هالأمومي لأنها تكرّست لله من أول حياتها وكرّست بتوليتها.. من هيك عم تطلب منا نتكرّس لقلبها الطاهر لأن قلبها البريء من الدنس بيحتوي على للي صممو يسوع برحمتو وهوي للي بدو يقود العالم من جديد للآب السماوي من اجل مجدو الكامل. ولإن مريم بتعرف مفاعيل التكريس بدها يانا نتمتع بروعة التكريس لقلبها لأن قلبها مسكن الله بالذات.. وللي بيسكن بقلبها بيلتقي ،ع الأكيد بألله الثالوث!. وهيك مريم العددرا عم بتكفي دورها الأمومي وعم تبرم بالعالم وتظهر وتعطي رسائل وأهمها، بفاطمه، لما قالت: “الله يريد التعبُّد لقلبي الطاهر.”
بتقول العدرا: “وكل مسبحه بتصلوها هيي ضربه قاضيه لقوة الشر وإنهيار كبير من مملكتو وإضعاف سلطتو الشيطانيه.”
هيدي أمومة مريم وغيرتها على خلاص أبنائها للي عطاها ياهن يسوع عند جرين الصليب. هيدي وصية يسوع المنازع.
أمومة مريم هيي الإم الموجوعه على البشريه المعذّبي وصارت بعيدي عن ربها وواقعه بطوفان الخطيه.. والخطر للي مخيم عليها ورح توصل تدمّر نفسها. من هون بتطلب نتكرس لقلبها الطاهر لأن هالقلب هوي سفينة النجاة الخلاصيه، ونشكر الله، لبنان بالفعل تكرّس لقلب مريم الطاهر وجدد تكريسو مرتين وبحزيران رح بيكون الحدث الكبير الما صار متلو، إنو لبنان يرد الزياره لسيدة فاطمه ببلدة فاطمه بالبرتغال ليثبت هالتكريس.
ويقلها للعدرا: “لبنان كلو إلك أيتها المرأه الملتحفي بالشمس، يا ارزة لبنانا! صوني هالوطن تحت زيل حمايتك الأموميه.”
ومريم هيي إم الرحمه – إم حقيقيه لله – إم يسوع – كلمة الأزلي المساوي للآب بالجوهر وللي اخد طبيعتو الإنسانيه بأحشاء مريم الطاهره.
هيدي المهمه الوالديه إنها تساعد الكنيسه بالمحنه العم تتسلّق فيها الجلجله.. وتوصّلها للقيامه ومجد الإنتصار.
عمانوئيل
وفي الختام تحدث الشماس عمانوئيل حول امومة مريم البشرية فقال:
“أبدأ بجملة للقديس يوحنا الدمشقي الذي يقول “أيتها العذراء المباركة لقد ولدت لكي تكوني أداة خلاص كل الأرض… ” وأشكر لله لأنه سمح لي بالتحدث عن مريم العذراء وابدأ حديثي بكلمة القديس أغوسطينوس “إن مريم هي عالم الله الحي… إن المخَلَّصين المعدّين لوراثة الملكوت السماويّ هم مقيمون طيلة حياتهم في العالم في أحشاء مريم ولا يرون النور إلاّ عندما تلدهم هذه الأم الصالحة للحياة الأبدية”.
تابع “وأستشهد أيضاً بالكاهن القديس المريمي لويس ماري حيث قال “إن خلاص العالم ابتدأ بمريم، وبمريم يجب أن يستمر حتى النهاية. إنّ مريم في المجيء الأول لإبنها يسوع المسيح، لم تظهر إلاّ بجزء يسير. أما في مجيء يسوع الثاني، فيجب أن تُعرف العذراء ملياً، وسيظهرها الروح القدس ليُعْرف يسوع بواسطتها فيصبح محبوباً أكثر، بعد أن تكون قد زالت الأسباب التي دفعت الروح القدس إلى أن يُخفي عروسه العذراء مدّة حياتها على الأرض وسحابة الكرازة بالإنجيل”.
أضاف “البابا بندكتوس السادس قال: “إن الظهورات المريمية المثبتة، قد ارتفعت، مع البابا يوحنا بولس الثاني، من مَصاف الظهورات الخاصة إلى مصاف الظهورات الملزمة. فقط مع يوحنا بولس الثاني، فَهِمَت الكنيسة أنّ مريم ليست قابعه في الماضي، ولا بعيدة عنّا في السماء، بل هي حاضرة معنا وفاعلة في ديناميكية الخلاص: فهي أمامنا، تقودنا بيدنا للسير في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ البشرية”.
وقال “يشير الأب الأقدس القديس يوحنا بولس الثاني إلى المحوَرَين اللذين قادا حبريته، واللذين يعرضهما لكافة مؤمني العالم: “مريم العذراء، والإفخارستيا”…لا يستطيع كاهن صادق مع ذاته، إلاّ أن يكون كاهناً مريمياً. عليه أن يكون إبن مريم كيسوع، سيكون تلميذاً لمريم، في مدرسة مريم، كما كان الأمر مع يسوع.” ” في النظام الطبيعي، يجب أن يكون لكل إبن، أب وأم؛ كذلك في نظام النعمة: فالإبن الحقيقي للكنيسة، يجب أن يكون الله أبوه ومريم أمه” (القديس مونفور).
وفي الختام آمل بأن يشارك رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون في هذا التكريس لقلب مريم الطاهر في فاطيما. وذكر الشماس عمانوئيل بيوم لبنان في فاطيما 24-25 حزيران الجاري، ومعبد سيدة حريصاً أنشأ صفحة على الفايسبوك للتسجيل وأخذ كل المعلومات المتعلقة بهذه الرحلة.