استقبل البابا فرنسيس المحررين العاملين في المجلة التي تصدر مرّتين في الشهر “لا تشيفيلتا كاتوليكا” لليسوعيين الإيطاليين لمناسبة صدور عددها رقم 4000 وذلك يوم الخميس 9 شباط. تأسست المجلة عام 1850 في نابولي لتنتقل فيما بعد إلى روما. بعد مضي 167 عامًا على تأسيسها، أشاد البابا بالعمل التي أنجزته هذه المجلّة وشجّع المحرّرين على مواصلة “رسالتهم من خلال تجنّب التشبّث بضمانات معيّنة لأنّ الرب يدعونا إلى الخروج والذهاب نحو العمق محافظين على رباط وثيق مع البابا”.
“إصمدوا بوجه الرياح المعاكسة واعملوا على أن تكون مجلة “تشيفيلتا كاتوليكا” جسرًا وحدودًا في فجر المرحلة الجديدة التي تبدأها وهي إصدار 4 لغات جديدة منها وهي الإسبانية والإنكليزية والفرنسية والكورية. وأشار إلى أنّ الثقافة الحية تتوق إلى الانفتاح والاندماج والتزايد والمشاركة والحوار والمبادلة بين الشعوب التي تدخل في علاقات مع بعضها البعض.
تنبّهوا إلى جراحات العالم
ذكّر البابا بمهمّة تشيفيلتا كاتوليكا وهي بأن تكون “مجلّة كاثوليكية” أي بمعنى آخر أن تملك نظرة المسيح إلى العالم وأن تنقلها وتشهد لها. إنّ هذه المهمّة تتمحور حول الكلمات التالية: حوار، تمييز وحدود وأعاد التأكيد البابا عليها مستعملاً صورة الجسر في المعايدة التي أرسلها عند صدور العدد 4000. ثمّ اقترح البابا ثلاث عبارات أساسية من أجل تعميق “المخطط التأسيسي للمجلة” وهي القلق، النقص وعدم الاكتمال والخيال.
ومن بين الأسئلة التي طرحها على الحاضرين والتي تدعو كلّ شخص بشكل عام وصحافي بشكل خاص إلى التمعّق بها، نذكر: “هل حافظ قلبك على قلق البحث؟ هل نملك طموحات كبيرة؟ هل نحن شجعان أم نرضى بما هو دون المستوى؟ مفسّرًا: “على مجلّتكم أن تتيقّن لجراح العالم وتداويها…” إنّ إيمانكم يفتح فكركم فاسمحوا لروح الإنجيل أن يقودكم حتى تتحلّوا بنظرة مميزة وحيوية لاسيما اليوم في عالم معقّد ومليء بالتحديات حيث تنتصر ثقافة الإقصاء. ولم ينسَ البابا أن يذكّرهم بأن يملكوا الخيال الذي لا يمكنه أن يكون قاسيًا ومتزّمتًا بل يملك روح الفكاهة ويتحلّى بالرحمة والحرية.