Ouvrage de Daniel Pittet préfacé par le pape

البابا يكتب مقدّمة كتاب لضحيّة تحرّش

دانيال بيتيه سامح جلّاده

Share this Entry

“شهادة ضرورية وثمينة وشجاعة”. بهذه الكلمات، وصف البابا فرنسيس كتاب السويسري دانيال بيتيه الذي كان في طفولته ضحيّة كاهن متحرّش بالأطفال، بناء على ما ورد في مقال أعدّته آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.

وفي التفاصيل أنّه في مقدّمة الكتاب التي وضعها الأب الأقدس، طلب السماح من جميع ضحايا عمليّات التحرّش بالأطفال التي حصلت في قلب الكنيسة، خاصّة من انتحروا. وطالب بالحزم حيال المذنبين ومن يغطّونهم.

ومع توقيع الأب الأقدس، يمكننا أن نقرأ: “أشكر دانيال، لأنّ شهادات كشهادته تفضح ما كان يطمس الفضائح والآلام، وتسلّط الضوء على الظلام في حياة الكنيسة، كما وتمهّد الطريق لتعويض عادل ولنعمة المصالحة، فيما تساعد المتحرّشين على إدراك وقع أفعالهم الرهيبة”.

في السياق عينه، وفي المقدّمة التي نشرها موقع راديو الفاتيكان، أشار أسقف روما إلى أنّ “الضحية الذي يتكلّم ويخبر ما عاناه شارحاً الصدمات التي تلازمه لسنوات، يعيش تجربة تحملنا على القول إنّ شهادته ضرورية وثمينة وشجاعة”.

أمّا الكتاب المعنون “أبتِ أسامحك”، فيخبر قصّة “جلجلة” الكاتب وطريق شفائه وصولاً حتّى الصفح. فدانيال الذي كان ضحيّة كاهن كبوشي، فضح في بداية الألفيّة الثالثة المعتدي عليه، الذي بدوره اعترف بجريمته وسيق للعدالة. وبعد أن دعمه أقرباؤه وتحلّى بالإيمان، تمكّن دانيال من مسامحة جلّاده، وهو اليوم متزوّج وأب لستة أولاد.

من ناحيته، صرّح دانيال لجريدة إيطالية أنّه التقى البابا منذ عامين وقال له: “لقد اغتصبني كاهن”. فنظر إليه الأب الأقدس بصمت وبعينين مغرورقتين بالدموع، ثمّ احتضنه بين ذراعيه. وفيما يتذكّر الحبر الأعظم لقاءه مع المؤلّف سنة 2015، يقول إنّه يصعب عليه أن يتخيّل أنّ الرجل الذي كان متحمّساً للمسيح وأراد التسويق لكتاب يضمّ شهادات رهبان وراهبات وكهنة ومكرّسين آنذاك، تعرّض لاعتداء من قبل كاهن…

“إنّها لبشاعة مطلقة ولخطيئة مريعة تتنافى وتعاليم المسيح. كيف يمكن لكاهن ارتسم لخدمة المسيح وكنيسته أن يتسبّب بمصيبة مماثلة؟ كيف يمكنه، فيما تكرّس لإحضار ولد إلى الله، أن يلتهمه في “أضحية شيطانية” تقضي عليه وعلى حياة الكنيسة؟ بعض الضحايا وصلوا إلى الانتحار، وهذه الميتات تثقل كاهلي وضميري وضمير الكنيسة. لذا، أتقدّم من عائلاتهم بمشاعر الحبّ المملوءة بالألم، وبكلّ تواضع أطلب السماح”.

كما وكرّم البابا في كلمته دانيال بيتيه الذي بقي متمسّكاً بقوّة الصلاة التي بدورها دعمته في أحلك ساعاته: “اختار أن يلتقي بجلّاده بعد 44 سنة، وتمكّن من النظر في عيني من قتله في أعماق كيانه، ومن مدّ يده له. الولد المجروح أصبح اليوم رجلاً؛ إنّه ضعيف لكنّه يقف على رجليه، وكلماته تلمس قلبي: “أشخاص كثر لا يفهمون أنني لا أكرهه. لقد سامحته وبنيتُ حياتي على هذا الصفح”… “

 

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير