“لا تشكّكوا “الصغار” بحياتكم المزدوجة لأنّ هذا الأمر تدمّر” إنها الدعوة التي قام بها البابا فرنسيس اليوم أثناء عظته الصباحية من دار القديسة مارتا حاثًا على عدم التأخّر في التوبة.
“أن نكون سبب عثرة للآخرين يعني أن نقول شيئًا ما ونفعل أمرًا مختلفًا: إنها الحياة المزدوجة. الحياة المزدوجة في كلّ شيء: “أنا جد ملتزم، أشارك في القداس، أنتمي إلى هذه الجماعة وإلى أخرى، إنما حياتي ليست مسيحية، لا أدفع للموظفين الذين يعملون لديّ بشكل عادل، أستغلّ الناس، لست صادقًا، أبيّض الأموال….” إنها حياة مزدوجة. إنّ العديد من المسيحيين يعيشون كذلك وهذا أمر مروّع. كم من المرات سمعنا، كلنا في حيّ أو في آخر “أفضّل أن أكون ملحدًا وأن لا أعيش مسيحيتي على هذا الشكل”. هذا ما نسمّيه بأن نكون سبب عثرة. إنها تدمّرك وتضعك خارجًا. وهذا يحدث في كل يوم من حياتنا، يكفي أن نرى الأخبار أو أن نقرأ الصحف. كم من العثرات نجدها في الصحف والإعلان الكبير عنها. ومعها ندمّر أنفسنا”.
أعطى البابا مثالاً عن مؤسسة مهمّة كانت توشك على الإفلاس. أراد المدراء أن يتجنّبوا إضرابًا عادلاً لأنه لم يكن سيساعد الوضع وحاولوا أن يتحدّثوا مع رئيس الشركة لأنهم افتقروا إلى المال وكلّ العمال لم ينالوا أجورهم إنما رئيس الشركة كان في يمضي عطلة الشتاء على أحد شواطىء الشرق الأوسط، وعلموا بذلك مع أنّ الخبر لم يرد في الصحف. هكذا يكون الآخر سبب عثرة! تحدّث يسوع في الإنجيل عن أولئك الذين يكونون سبب عثرة لغيرهم. عندما تصل إلى السماء وتقرع الباب ستقول: “أنا هنا يا رب… ولكن ألا تذكر ذلك؟ كنت أذهب إلى الكنيسة وكنت قريبًا وأنتمي إلى تلك المنظّمة، وكنت أقوم بهذا.. ألا تتذكّر كل التبرّعات التي قدّمتها من أجلك؟” وسيقول الرب: “نعم أنا أتذكّر. أتذكّر التبرّعات التي قمت بها بأموالك غير النزيهة التي سرقتها من الفقراء لذا إذهب عني فأنا لا أعرفك” هكذا ستكون إجابة يسوع على كلّ من يعيشون حياة مزدوجة وهم حجار عثرة أمام غيرهم”.
انطلاقًا من ذلك، دعا البابا أن لا نؤجّل توبتنا واهتدائنا إلى الغد قائلاً: “الحياة المزدوجة تنتج عن اتباعنا شهوات القلب والخطايا الجوهرية أي الجراح التي نحملها بسبب الخطيئة الأصلية. إنّ القراءة الأولى التي تقدّمها الليتورجيا اليوم تدعونا إلى عدم الاعتداد بالمال: “لا تعتدّ بأموالك ولا تقل: “لي بها كفاية”. سيكون مفيدًا لو كلّ واحد منا يفكّر اليوم ما إذا كان يعيش حياة مزدوجة أم لا، هل نبدو بأننا عادلون وبأننا مؤمنون صالحون ونقوم بأمور معاكسة في الخفاء؟ لنفكّر إن كنا نتحلّة بثقة مفرطة بأنّ الله سيسامحنا بينما نحن لا نزال نسير في درب معوجّ ونؤجّل توبتنا وارتدادنا إلى الغد!