“إنّ الحوار الأخوي والمؤسسي بين اليهود والمسيحيين أصبح اليوم أكثر رسوخًا وفعّالاً وذلك بفضل اللقاءات التي تتمّ بين الطرفين والتعاون المستمرّ” هذا ما لاحظه البابا فرنسيس عندما استقبل الحاخام الأرجنتيني أبراهام سكوركا يوم أمس الخميس في الفاتيكان لمناسبة تقديم نسخة خاصة من التوراة يرافقه ممثلون عن دار النشر الذين عملوا على هذا الإصدار.
وقال: “إنّ الكلمات الإلهية للعهد” الموجودة في التوراة “تجعلنا ننفتح على كلّ المسارات للسير معًا نحو الخير”. نقصد بالتوراة أسفار موسى الخمس أي أسفار الشريعة الخمس وهي التكوين والخروج واللاويين والعدد والتثنية. سُمّيت هذه الأسفار “سفر شريعة الرب بيد موسى” (2 أخبار 34: 14) “وسفر شريعة موسى” (2 أخبار 17: 9) “وسفر الشريعة” و”شريعة موسى” و”التوراة” و”الناموس”….
استقبل البابا الحاخام الأرجنتيني ليقول له: “أنا ممتنّ لكم جميعًا لأنكم فكّرتم أن نلتقي اليوم حول التوراة أي حول عطية الرب ووحيه وكلمته”. إنّ تقديم التوراة هو ثمرة عمل مشترك بين أشخاص من مختلف الجنسيات والأعمار والأديان. وأضاف البابا: “إنّ كل إصدار من الكتاب المقدس يحوي قيمة روحية تتخطّى القيمة المادية بأشواط”. وشدّد على أنّ “الحوار الأخوي والمؤسساتي بين اليهود والمسيحيين أصبح موحّدًا وفعّالاً” و”لا يعبّر عنه بالكلمات فحسب بل من خلال الأفعال أيضًا”.
فسّر البابا بأنّ مقدّمة الطبعة الجديدة من التوراة تشدّد على “موقف الحوار وتعبّر عن نظرة ثقافية منفتحة ضمن إطار الاحترام المتبادَل والسلام وبتناغم مع الرسالة الروحية للتوراة”. ثم إنّ الأشخاص الذين عملوا على هذه النسخة الخاصة أولوا اهتمامًا خاصًا للبعد الأدبي للنص والصور الملوّنة التي زادت من قيمة الكتاب.