“يا رب، دعني أكون عادلاً لكن برحمة، ولا تدعني أكون منغلقاً في الذِمامة”. هذه هي الصلاة التي أوصى بها البابا فرنسيس المسيحيين، خلال عظته الصباحية التي ألقاها من دار القديسة مارتا، بناء على ما كتبته آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.
ومع تأمّل البابا بإنجيل مرقس حيث يسأل الفريسيون يسوع إن كان يمكن لأحدهم أن يطلّق زوجته، قال الأب الأقدس إنّ يسوع لم يدخل في منطق الذمّة الخاص بهم، إذ لم يجب بالنهي ولا بالإيجاب، بما أنّ الفريسيّين ينظرون إلى الإيمان بتعبير “يمكن” أو “لا يمكن” و”إلى أيّ مدى يمكن أو لا يمكن”.
وأضاف الحبر الأعظم قائلاً إنّ يسوع طرح سؤال “بمَ أوصاكم موسى؟” فأجابوه بشرح الإذن المُعطى من قبل موسى، ووقعوا بالفخّ، ليقول يسوع: “إنّما بسبب قساوة قلوبكم وضع هذه القاعدة”. ومع هذا الجواب، يكون يسوع قد قال الحقيقة بدون ذِمامة، وشرح الأمور كما هي: من يطلّق امرأته ويتّخذ أخرى، يكون قد زنى.
من الذِمامة إلى الحقيقة والرحمة
لكن إن كان الزنى “خطيراً”، فيسوع غالباً ما حاور زانيات، إذ شرب من كوب السامرية وقال للزانية “لا أدينك، اذهبي ولا تعودي للخطيئة”. “إنّ يسوع هو تجسيد لرحمة الآب، ولا يمكنه أن ينكر نفسه”.
وأضاف الأب الأقدس شارحاً: “إنّ طريق يسوع هو الطريق من الذِمامة نحو الحقيقة والرحمة”، وهو يصف من يعمدون إلى منطق الـ”يمكن” بالخبثاء. “إنّ الذِمامة فكرة خبيثة تصبح فيما بعد أكثر شيطانيّة… والطريق من الذِمامة إلى الحقيقة فالرحمة ليس سهلاً: إنّه يستلزم نعمة من الله لتساعدنا على التقدّم”.
وختم أسقف روما عظته عبر التنبيه: “يمكن لمن يتمتّع بعقليّة الذِمامة أن يسأل: ما الأهمّ في الله؟ العدل أو الرحمة؟ إنّها فكرة مرَضيّة… فالعدل والرحمة أمر واحد وليسا اثنين. في الله، العدل رحمة، والرحمة عدل. فليساعدنا الرب لنفهم هذا الطريق الذي ليس سهلاً، لكنّه طريق قد يجعل الكثيرين سعداء”.