نفذ منا “خمر” فرح الخلاص… و لا نلاحظ!
تشح فينا الحياة الإلهية و لا نتنبه!
نغرق في كبرياءٍ ووهم بأننا “نعرف” الكلمة بما فيه الكفاية و أنه لا نقص ينغّص علينا الأمر….
نحن غالباً ما نكون بارعين في تقييم أوضاعنا المالية و العملية و لكننا لا نقوم بِ “جردة حساب” لحياتنا الروحية!
وها هو زمن الصوم على الأبواب…
فهلمّوا كمريم نستلقط الوقت متنبهين، ولا نهاب تسليط الضوء على ما ينقص من فرحنا الحقيقي …
هلمّوا كمريم نضعه أمام الرب كما في عرس قانا ذاك….و لنعش الصوم مناسبة لخروج من منطق تأليه الذات والرغبات خصوصاً تلك التي تأتي تحت قناع الثقة بالذات!! ففي جوع صومنا وتعبه إدراك لمحدودية قوتنا الذاتية…
لا! ليس هنا دعوة الى إعدام الثقة بالذات.. إنما هي دعوة لتعزيز هذه الثقة تحت أنظار الله. فندرك، كمريم في عرس قانا، حقيقة وضعنا و نثق أنّ في الرب وحده كمال قوتنا و فرحنا.
يتحدث شارلز بيغي عن ظاهرة ” التبلل”:
يقول أنه لا يمكن تبليل قماش صُنع كتيمًا، فهو لا يتأثّر بالمياه مهما بلغت كميتها. القضيّة إذًا ليست قضيّة مقدار، بل قضيّة تماس واتصال، أي إمَّا أن يحصل اختراق في نقطة تماس أو لا يحصل…. والذين يدّعون إنّهم خالون من النواقص، لا “يتبللون” بالنعمة !!!
اليوم ، فلنفتح قلوبنا و نضعها بتواضع أمام الرب وعملاً بنصيحة الأم الأثمن:
لنفعل ما يأمرنا به!!
ففي هذه الطاعة ما يحوّل “مياه شرّنا الى خمر فرح الخلاص” …
WIKIMEDIA COMMONS
في الطاعة يتحوّل ماء شرّنا إلى خمر فرح الخلاص
ها هو الصوم على الأبواب….