حمل سبحته وصلّى…. أرسل صلواته أناشيد قداسة وتسبيحٍ إلى المصلوب.
همس وتمتم، وأطلق تنهّداته من صميم قلبه، برى صليب سبحته شغفًا بالمصلوب، فبرى في نفسه الخطيئة وجعل يديه تتزوّدان بأسمى ما تفيض به العناية الإلهيّة.
عشق أبونا يعقوب الصّليب، واعتبر أنّ لا سماء إلّا بالصّليب، وأدرك أنّ الألم هو أكبر هديّة من لدن الله لأصحابه.
عاش النّذر متنهّدًا الفقر قوتًا، مغتنيًا بالإيمان ثروة، متّشّحًا بطهر القداسة رايةً، ترفعه إلى فرح السّماء.
على خطى فرنسيس، تتيّم بالمقهور والفقير والمتاّلم، رأى فرحه المطلق في التّجرّد، في كفكفة دمعة حارقة على خدّ من أنَّ ألمًا وقهرًا.
أبونا يعقوب، رسول الرّحمة، مشى متدثّرًا بعباءة الحبّ، فأشرقت عيناه بشرى مشروعٍ خلاصيّ في مهجة المحتاج والعجوز والتّلميذ والمعلّم.
عمل على زرع العلم والثّقافة، همّه كان شفاء النّفوس من أمراض جسديّة وروحيّة.
بين مريض وعجوز، بين تلميذ ومعلّمة، بين راهبة وكاهن، حكايا تخبر أسرار تدخّل العناية الإلهيّة في كلّ مؤسّسات الطّوباويّ أبونا يعقوب.
أبونا يعقوب…على خطاك سنواجه الألم … سنجعله ورود حبّ، نحملها لنضعها عطر فرحٍ أمام صليبك يا يسوع.