“لا يمكن للمرء أن يكتفي من أعمال الرحمة الروحية والجسدية، لأنّ الحاجات هائلة وهي تفوق القوّة البشريّة”. بهذه الجملة، اختصر الأب رانييرو كانتالاميسا واعظ الدار الرسولية رأيه يوم الجمعة 3 آذار، خلال مقابلة أجرتها معه الوكالة الكاثوليكية الإيطالية مع بداية الصوم الأول بعد سنة الرحمة.
“بعد يوبيل الرحمة، أصبح صدى كلمة “رحمة” جديداً ومختلفاً في الكنيسة، بحيث أنّه يشير الآن إلى تصرّفات وممارسات كنسيّة محدّدة، بما أنّ البابا دلّ على سلسلة تطبيقات حثّيّة ومجالات جديدة ووجوديّة تجسّد تطويبات الرحماء”. كما وأضاف الأب رانييرو أنّ الحبر الأعظم يلفت النظر إلى أنّ “رحمة البشر والكنيسة ليست السبب، بل تأثير رحمة الله”.
تابع كانتالاميسا قائلاً إنّ رسالة البابا للصيام “الكلمة هبة والآخر هبة” تتركّز على العلاقة بين الكلمة التي يوجّهها الله لكلّ شخص عبر الإنجيل والكلمة الحيّة التي ليست إلّا كلّ أخ، لا سيّما الفقير والمحتاج… فالآخر كلمة نراها.
وقد أشار كانتالاميسا إلى أنّ “الرجل الثريّ لم يرَ هذه الكلمة في لعازر الفقير”، مذكّراً بوجوب عدم فعل الشيء نفسه مع جميع الـ”لعازر” الذين من حولنا وعلى أبوابنا وفي شوارعنا. ولفت الواعظ إلى أنّ لعازر المسكين “لم يعد شخصاً، بل قارّة أو حتّى نصف كرة أرضيّة، نصف كرة العالم الجنوبي”، بحسب ما نقلته لنا مارينا دروجينينا من القسم الفرنسي في زينيت.
كما وشدّد كانتالاميسا على أهمية سرّ المصالحة، محدّداً أنّ نسبة الاعترافات انخفضت كثيراً، مع العلم أنّ مَن يتقدّمون من السرّ إنّما يفعلون ذلك بقناعة كبيرة، إلّا أنّ هناك خطايا نادراً ما يسمعها كهنتنا وهي موجودة في الحياة اليومية وتشكّل آفة في المجتمع، أي الخطايا التي تؤثّر على طريقة إدارة المال أو الحصول عليه.
وختم الأب رانييرو كلامه متمنّياً أن يكون تعليق البابا حول لعازر والغنيّ مسموعاً من قبل الأثرياء، “لأنّ المال زائف وكاذب إذ يعد بالأمان ومن ثمّ يأخذه، ويعد بالحرية فيحطّمها. إنّ إله المال يقاصص من يعبدوه… فلنحذر هذا العجوز الذي ليس أسطورة”.