المركز الكاثوليكي للإعلام – عقد ظهر اليوم المسؤول عن جمعيّة “أبناء مريم أصدقاء القديسة فيرونيكا”، الشماس عمانوئيل لقلب مريم الطاهر، مؤتمراً صحافياً، في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، لإطلاق فيلم “عملاق يستيقظ The Awakening of a Giant“،عن سيرة حياة القديسة الكبيرة فيرونيكا جولياني ، إنتاج إيطالي – عالمي ضخم، للمخرج “جوفاني زيبرنا”. وسيبدأ عرضه في لبنان ابتداءً من 9 أذار الحالي في كل الصالات اللبنانية.
شارك في المؤتمر راعي أبرشية صور المارونية المطران شكراللّه نبيل الحاج، الخوري عبده أبو كسم، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام، من أبرشية حوران للروم الملكيين الكاثوليكي الأيكونومس عبدالله شحيد، و المسؤول عن الحركة الكهنوتية المريمية في لبنان، الإيكونومس الياس رحال، وحضور الشاعرة مي منصور وعدد من الرهبنة المذكوره أعلاه.
أبو كسم
بداية رحب الخوري عبدو أبو كسم بالحضور باسم رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر وقال:
نلتقي اليوم في المركز للإعلان عن إطلاق فيلم القديسة فيرونيكا “عملاق يستيقظ” وهو يتحدث عن مسيرة حياتها وجهادها المسيحي الذي عاشته وأن يكون نموذجاّ لكل إنسان مسيحي يسعى لخلاص نفسه.”
تابع “هو فيلم يتضمن شهادات حياه القديسة فيرونيكا وهي جديدة علينا في لبنان، والكثير من الناس يزورن الدير في القصيبة للتعرف من خلالها على يسوع المسيح وللعيش معها مسيرة التوبة. “
ختم بالقول “هذا الفيلم له قيمة روحية وقد شاهده المطران شكرالله نبيل الحاح وهو ممثل الكنيسة ونحن شاهدناه أيضاً،ونحن كمركز كاثوليكي للإعلام ندعو كل المؤمنين المسيحيين إلى مشاهدته، والكنيسة تشجع علي حضوره، وهو سيعرض ابتداءاً من 9 آذار في كل صالات السينما في لبنان وايضاً في البلاد العربية إن شاء الله، نتمنى له النجاج بعرضه.”
الحاج
ثم كلمة سيادة المطران شكرالله نبيل الحاج جاء فيها:
“وُلِدت القديسة فيرونيكا في منطقة وسط إيطاليا، وهي راهبة كبوشيّة نالت سِمات الرب يسوع في جسدها، وقد انتقاها الاب بيو الكبوشي كشفيعته الخاصة وكان يدعوها “معلّمتي في القداسة”. ولِدَت سنة 1660، ودخلت الدير بعمر 17 سنة، ودعاها الأسقف يوم ترهُّبها بإسم فيرونيكا لأنه شعر بأنها ستتشبّه بالمسيح المتألم وتكون صورة أصيلة عنه. عاشت 50 سنة في حصن ديرها في شيتا دي كاستيلو، وحملت جراح المسيح لمدّة ثلاثين سنة وتوفّيَت في 9 تموز 1727 بعدما بقيَت الأم الرئيسة على الدير في السنوات العشرة الأخيرة من حياتها.”
تابع “عُرِفَت بإختباراتها الصوفيّة الكثيرة العدد والنادرة الوجود في سيرة حياة المتصوِّفين حتى أن البابا لاوون الثالث عشر اعتبرها “اكثر نفس مزيّنة بالنعم الفائقة الطبيعة بعد والدة الله”، كما قال عنها البابا بيوس السابع بأن سيرة حياتها وكتاباتها كفيلة لوحدها بالتصدّي لكل الايديولوجيّات والفلسفات المُعادية للكنيسة الكاثوليكية. وقد كتبت بأمر الطاعة لأسقفها كل إختباراتها الصوفيّة وانخطافاتها المتواترة الى السماء والمطهر وجهنم. وقد دُعِيَت يوميّاتها “الكنز الخفي” لما تحتويه من جواهر إيمانيّة وتقويّة وروحيّة مفيدة جدًا لخلاص النفوس وقيادتها في طريق الكمال المسيحي. وقد تم تقديم القديسة فيرونيكا لتنال لقب “معلّمة الكنيسة” مؤخَّرًا.”
وقال “امور عديدة تُلفت انتباهنا وتجذب قلوبنا في سيرة حياة هذه القديسة وتُعلّمنا دروسًا مفيدة في مجالات عديدة، كدعوة الله لها والتجاذب الذي عاشته بين صوت الله لها وحرب العالم والعواطف العائلية المعاكسة، كما أيضًا في المجال العائلي حيث نرى فوائد حُسن التربية العائلية وكيف كانت أمها تبثّ فيها وفي أخواتها (ثلاث منهنّ أصبحنَ أيضًا راهبات) حُبّ الله وكره الخطيئة والهروب من روح العالم وأباطيله، وكيف كانت تصلّي معهنَّ المسبحة كل يوم. لكننا سوف نتوقّف لنُشير الى ما اثنتان تميّزت بهما القديسة بشكل استثنائي:
اولاً، غيرتها المتّقدة على خلاص النفوس ترجمتها في حياة صلاة وإماتة وبذل ذات وتواضع وتخفّي نادرة المثيل، حتى أن السيد المسيح قال لها: “لقد اخترتُكِ كوسيطة بين الخطأ وبيني…ضعي كل إهتمامكِ في هذا الأمر: خلاص النفوس، واعلمي أن النقود لشراء النفوس هي الألم”. وقد توصّلت في بذلها لذاتها الى ما يُذهل العقل، هي التي قالت، على سبيل المثال: “ان من يقول انه يحب يسوع ولا يحب ان يتألّم معه لخلاص النفوس هو اما مغشوش واما كاذب”
مع فيرونيكا، وفي خط لاهوت مار بولس الرسول يتعلم المؤمن ان يفرح بالآلام لأنه يعرف ان له مكاناً في تاريخ الخلاص منذ موت المسيح على الصليب فالآلام للمؤمن هي محنة وامتحان لنعرف من أي معدن هو ايماننا عندما نتحمل الآلام برجاء مؤمنين بالمصلوب يفيض الروح حبه في القلب فنقيم في الحب، حب الله لنا وحبنا لله… حبنا نحن لله مع الألم، ومع من نختار من إماتة، والتقشف، الزهد والحرمان يتحوّل الى تعويض لعطف الله ولقداسته التي أهانتهما الخطيئة. وهذا التعويض يتم في الإيمان بالمسيح، وفي حال النعمة.
ثانياً: إجل ان فيرونيكا هي بامتياز قديسة التعويض. إن الكنيسة الكاثوليكية تعلّم انه باستطاعتنا ان نعوّض عن خطايانا الذي كفّر المسيح عنها تكفيراً كاملاً. أما نحن منعوّض عن خطايا وخطايا الغير الذي من أجلهم نستشفع المسيح. نحن نعوّض لما صدمته الخطيئة في الإنسان كتعويض مثلاً لحب مجروح، لضرر ارتكب لصيت تُلب….
فيرونيكا تفتح عيوننا على الخطيئة وبشاعتها، على جزائها ونتيجتها على الدمار الذي تحدته في البشرية. فيرونيكا تذكرنا بالخطيئة وبالموت الذي ينتج عنها لكنها قديسة الرجاء لأنها قديسة لاهوت التجسد والفداء، فالمسيح بمحبته التي تجلت بالصليب والقيامة حمل للإنسان الخلاص والبرارة، الفداء والحياة، وأدخلنا في مسيرة النعمة ومحيت كثرت الخطيئة فاضت النعمة. ونعمة المسيح عندما نقبلها بحياتنا نتفوق تفوقاً لا محدوداً من أجل خيرنا وخير النفوس، بحيث لا يُقابل بين النعمة والخير الناتج عنها!
علاقتها البنويّة الفريدة بوالدة الله مريم، التي رافقتها منذ نعومة اظفارها ونمت تصاعدًا حتى لحظة وفاتها. ومما كتبته في هذا الصدد: الويل لي لولا وجود مريم، فكل خير أناله من خلالها، فهي من يرشدني الى كيفيّة التصرّف في كل الأمور، وهي من يلهمني ما عليَّ ان اعمله، وتُملي عليَّ ما يجب أن أكتبه في يوميّاتي… أشعر بأنها دائمًا بقربي، وفضائلها هي موضوع تأمّلي الدائم، بعد آلام الرب يسوع”. وكانت قد كرّست نفسها وديرها وراهباتها للعذراء مريم التي قالت لها في احدى انخطافاتها: “انتِ ابنتي المفضلة، انتِ قلب قلبي ولقد بدأ إبني الإلهي عمله فيكِ وأوكلني أن أكون لكِ مرشدة وقائدة للبلوغ بهذا العمل الى كماله”.
لقد وجدت القديسة فيرونيكا فرحها الكامل عندما عاشت عمق بعدَيّ الحب الحقيقي والألم الخلاصي. وهي تؤكّد بحياتها وكتاباتها ان تحمل الصليب والالم بحب، هذا الحب الذي نغرفه من يسوع المصلوب والقائم ومن كنيسته المقدّسة وعيش أسرارها وتعاليمها المنبثقة من انجيله المقدّس، يقود الى الفرح الحقيقي الذي لا يستطبع العالم ان يُعطيه لنا. فكانت كلماتها الاخيرة لحظة وفاتها: “لقد وجدت الحب! الحب كشف ذاته لي! هذا سبب فرحي وتألّمي! قولوا ذلك للجميع، قولوا ذلك للجميع!”
وختم الحاج “نشجيع جميع الرعايا والأخويات والمدارس على حضور فيلم القديسة فيرونيكا لأننا متأكدون من الخير الروحي الكبير الذي سيجنيه كل من يحضر هذا الفيلم. وبالمناسبة نفيد ان أبناء الجنوب يستطيعون حضور الفيلم في الجنوب لأنه هناك استعداد لوضع صالات خاصة في صيدا والنبطية وصور ليتسنى للعدد الأكبر من المشاهدين لحضور هذا الفيلم المميز. هذا مع العلم ان الفيلم قد نال البركة الكنسية وموافقة الدوائر الرسمية ومتاح للجميع أن يشارك فيه.”
عمانوئيل
ثم كانت كلمة الأخ عمانوئيل فقال:
“إنتاج هذا الفيلم كانت فكرة سماوية وهو وعد الرب يسوع للقديسة فيرونيكا، رسالتها حفظت منذ 300 سنة والأن دورها، ورغم كل الصعوبات التي واجهتنا في إيطاليا، الفيلم تحقق بعناية إلهية، وبجهود فائقة للمخرج بحيث لمسته القديسة قبل الفيلم، فهو إنسان غير معمّد يعيش المساكنة، وعندما تعرف على القديسة تعمد وبعد اربعة أشهر تزوج في الكنيسة. تحقق الفيلم بعد 7 سنوات ونزل في ايطاليا منذ شهرين وكنت في الإفتتاح والناس بقيت حتى نهاية الفيلم وإضاءة الصالة. والمطران كاستلو قال اليوم عرفت عظمة هذه القديسة.”
وقال “الفيلم سيعرض في كل صالات لبنان في 9 آذار، والأتصالات جارية ليعرض في سوريا وفي العراق، والحجوزات فاقت كل تصور عند أصحاب السينما ولأن الفيلم هدفه رسالة أصرينا أن يكون هناك أسعار مخفضة للمدارس والأخويات وأشكر أصحاب الصالات على تجاوبهم معنا وفتح صالاتهم صباحاً أيضا، وللجالية العراقية شبه مجاني وسيكون غبطة البطريرك يونان والكهنة عند عرضه للجالية.”
شحيد
ثم تحدث الإيكونومس عبدالله شحيد عن كيفية تعرفه على القديسة فيرونيكا والشفاءات التي أنجزتها مع أشخاص في جبل الدروز وقال:
“سيرة حياة القديسة فيرونيكا غيرت في تفكيري كثيراً، وعندما زرت جثمانها في كاستلو في أيطاليا زاد عندي أنطباع أكثر حولها، وكنت أصلي لها باستمرار، وأحضرت بركات ووزعتها على المسيحيين وغير المسيحيين، وبقدرة الرب يسوع وشفاعة القديسة فيرونيكا حدث عندي (سوريا) شفاءات كثيرة وآخر شفاء لسيدة مصابة بالسرطان في ثلاث مواقع الدم الثدي والمعدة وهذا كله موثقوالشفاءات نقلت إلى دير القديسة فيرونيكا جولياني وهناك نشرت في مجلة الدير، وكان سيدنا والمطران بولس بطرس قد تحقق من هذا الشيء، وقلت له أريد بناء كابيلا صغيرة عام 2009 لهذه القديسة وكانت تحصل شفاءات ونعم كبيرة، وعندما اطلعت على الفيلم وحضرته مع الآباء، قلت هذا الفيلم سيؤدي إلى خلاص نفوس كثيرة، وسيكون له تاثير كبير على المؤمنين البعيدين عن الله، وأعتبر أن هذا الفيلم ما أعطى شيء من حياة القديسة وكان مختصر كثير، ومع ذلك سيكون بإذن الله مفتاح خلاص لإخوتنا،
وختم بالقول وحالياً بنعمة الرب يسوع وأمنا العذراء والقديسة فيرونيكا بدأت ببناء كنيسة صغيرة وسميتها (مزار) في منطقتنا لها دور وفعالية أكبر, والشفاءات التي حصلت عندي كلها مع غير المسيحيين. وأطلب من الرب أن النفوس العطشانة للخلاص أن تتوجه إلى رحمته وعنايته بشفاعة أمنا العذراء والقديسة فيرونيكا.”
رحال
واختتمت الندوة بكلمة الإيكونومس الياس رحال فقال:
” أحضر لي الأخ عمانوئيل كتاب القديسة فرونيكا منذ 20 سنة، وسميتها بطلة تخليص النفوس من المطهر، وما لفتني ما قاله الرب يسوع “لقد انتظرتك منذ كل الأبدية”، وفعلاً عندما قرأت يومياتها عرفت فيمتها التي خرّجت قديس القرن العشرين الذي هو القديس بيو. والذي يلفت ايضاً أن الرب يسوع عندما يخرج قديسين كبار يسلمهم إلى أمه العذراء كما قال القديس يوحنا بولس الثاني للدخول بإكليريكية مريم العذراء، إذا لم يكن الكاهن مريمي لا يمكن أن يصل إلى القداسة.
وقال “لقد اندمجت القديسة فيرونيكا مع يسوع في الإلم وفي خلاص النفوس، وكيف استطاعت الوصول إلى قمة الألم والقداسة لتصبح واحدة مع يسوع المسيح؟ هنا جوهر قداسة فيرونيكا.
وقد نزلت 7 مرات إلى جهنم، إذا هي ثبتت عقيدة وجود جهنم والمطهر والسماء.”
وختم بأن المطران درويش على رأس الكهنة سيحضر الفيلم نهار الخميس.”