إعادة إيجاد الضيافة والوحدة حول المأدبة، تلك هي الدعوة التي وجّهها الأب جيوليو ميشليني للبابا فرنسيس ولأعضاء الكوريا الرومانية، ضمن التأمّل الثالث الذي ألقاه على مسامعهم خلال رياضة الصوم الروحية في أريتشيا.
وتعليقاً على العشاء السرّي، بناء على ما كتبته آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت، أشار الكاهن الفرنسيسكاني إلى البُعد اللاهوتي والأنتروبولوجي والوجودي للعشاء، داعياً البابا ومعاونيه إلى صدّ سوء التفاهم والخيانات عبر التركيز على “جمال ملازمة الآخرين” خلال الوجبات.
وتعليقاً على “قواعد تنظيم النفس في الطعام” الخاصة بالقديس إينياس دي لويولا، قال الواعظ إنّ اليسوعي جان بول هرنانديز كتب: “يمكن القول: قل لي كيف تأكل وأقول لك من أنت. فالأكل هو قبل كلّ شيء استقبال الحياة من خارج المرء، على أننا مخلوقات غير مكتفية بذاتها. وبكلمات أخرى، يعني ذلك معرفة المرء حدوده. إنّ الأكل مع الآخرين هو الاعتراف أمامهم بهذه الحالة من الخلق”.
كما وذكر الأب ميشليني وجوب تنقية العلاقة مع الطعام وتفادي الأكل بسرعة بناء على الشهيّة. بالإضافة إلى ذلك، نصح الواعظ بقراءة الرسالة البابوية “كن مسبّحاً”، خاصّة الجزء الذي يُدان فيه التوزيع غير العادل للموارد ورمي ثلث المأكولات التي سُرقت من الفقراء. واقترح ميشليني التفكير مليّاً في الدور الكنسيّ للعشاء: فيما علينا نحن المسيحيين أن نجد الوحدة حول العشاء، إننا نعكس عبر انقساماتنا دينامية الانفصال التي حصلت في كورينثيا، والتي أدانها القديس بولس.
وختم ميشليني حديثه بالتطرّق إلى بُعد الصفح عن الخطايا، داعياً إلى التساؤل إن كنّا ندرك حقاً أنّ يسوع عبر سفكه دمه، منح حقاً صفح الله عبر حياته وليس كلماته فحسب.