أطلقت عليها تسمية باب السّماء، ويا له من بابٍ عظيمٍ يحاول الإنسان قرعه مرارًا وبوسائل شتّى للوصول إلى خلاص نفس تغرق في متاهات الحياة!
هي الأمّ الّتي تجثو أمامها نظراتنا، هي الّتي هدت نفس “أبونا يعقوب” فلم يخطُ ُخطوةً ولم يخطّ ّ كلمة، إلّا وكانت هي نور فكره وهي الحانية عليه حنّوّ الأمّ القدّيسة على أبنائها…
اعتبر”أبونا يعقوب”السيّدة العذراء وسيلة لولوج قلب ابنها يسوع. تمسّك بالمسبحة وتمتم ما خالج نفسه من ذوبانٍ في حبّ المصلوب…دعاها قائلًا لها “يا منار المستعين في دجى الظّلمات” ويا لنورها السّاطع بخلاصه والمنجّي من ضبابيّة الإثم المضني…!
أنعم الله عليه بأمّه “شمس” الّتي سطعت نورانيّتها في حياته، فكانت هي الشّمس المنيرة والموجّهة والمرشدة إلى أمّ الله…
عظّم أبونا يعقوب العذراء بالمدائح وجعلها فخر الأرض كلّها، فمنها تجسّدت كلمة الله …شيّد لها الكنائس وكانت قدسيّتها تلوح دائمًا أمام ناظريه، إيمانه تخطّاه لينتقل إلى الآخرين من خلال طلباته، فقد كان يزرع حبّ مريم في قلب بناته الرّاهبات…
كان يؤمن أنّ تكريم السّيّدة العذراء يقيه من كلّ انحراف. هي العين السّاهرة دومًا والمستجيبة لكلّ طلباته، والصّاغية إلى صلاته تنجّيه من الشّدائد والصّعوبات.
أبى أبونا يعقوب أن تفارقه أمّه السّماويّة حتّى لحظة مماته وأوصى أن تضمّ صورتها يداه في نعشه،لأنّه مدركٌ أنّها حمايته ووالدته التّي ستوصله إلى ابنها الحبيب…
يكفينا أن نبدأ نهارنا، نظير”أبونا يعقوب” قائلين:”حطّيني عتّال عندك يا عدرا، انقل التّعاسة والشّقا من بين النّاس وكبّها بالعدم . وخلّيني سرّب عشيّة، جيب لك معي هديّة صغيرة ، وقلّك هديّتي إلك اليوم إنّي خلّيت الحزن عالأرض يقل”
يكفي أن نعود مساءً إلى منازلنا، حاملين في قلوبنا هديّة لمريم وهي فرح قريبنا وإسعاده. ليتنا نتمثّل ب”أبونا يعقوب”، محاولين أن نكون ابتسامة فرح في قلب من نلتقي به.