عبّر البابا فرنسيس عن انشغاله حيال تصاعد النظريات الشعبية في ديمقراطيات أوروبا الغربية، وذلك خلال مقابلة صدرت اليوم في المجلّة الأسبوعية الألمانية “دي تزايت”، وبعنوان “أنا خاطىء، ويمكنني أن أرتكب الأخطاء”، بحسب ما ورد في مقال أعدّته أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ النظرية الشعبيّة هي نظرية الروائيين الشعبيين القائلين بواقعية حياة عامة الشعب.
أمّا في المقابلة، فقد تكلّم البابا عن الصراعات التي يواجهها، وعن خطر النظرية الشعبية وعن السنة اللوثرية. “إنّ النظرية الشعبية سيّئة ونهايتها ستكون سيّئة، كما أظهر ذلك القرن الماضي”. وأضاف الحبر الأعظم: “النظرية الشعبية تعني استغلال الشعب. وهي بحاجة دائماً إلى مسيح آخر وإلى تبرير واجب الحفاظ على هويّة الشعب”.
وممّا كان واضحاً في المقابلة أنّ الأب الأقدس رفض أيّ شكل من عبادة الشخصيّة، مضيفاً أنّ الأزمات هي فرصة للتقدّم، وأنّ الإيمان الذي لا يختبر أزمة يبقى صغيراً.
كما ورفض البابا في حديثه مذهب إجلال البابا قائلاً: “أنا خاطىء ويمكنني أن أرتكب الأخطاء. يجب ألّا ننسى أنّ نسب الكمال لشخص ما، هو دائماً شكل باطنيّ من أشكال العداء”.
وتطرّق أسقف روما أيضاً في حديثه إلى مشكلة قلّة عدد الكهنة في الكثير من البلدان، كألمانيا مثلاً. وبالنسبة إليه، الكنيسة “موضوع نزاع” من هذه الناحية، وعليها أن تواجه هذه المشكلة كما المشاكل الأخرى بدون خوف. وذكّر البابا بدور اللاهوت القاضي بالاهتمام بالبحث: “الحقيقة لا تعني عدم الخوف، فالخوف يغلق الأبواب فيما الحرية تفتحها. وإن كانت الحرية صغيرة، فهي ستفتح نافذة صغيرة على الأقلّ”.
وفي النهاية، تكلّم البابا عن العزوبية في الكهنوت، مجيباً عن أسئلة حول سيامة الرجال المتزوّجين، وحول العدائية ضدّ شخصه، والدعوة للتوجّه إلى ألمانيا لمناسبة السنة اللوثرية.